قوالب من تصميمي

أميرة جمال < * صرخه موجه لدستور ونظام مصر القانوني نريد أن يخضع القبطي ويعتصم لقانون بلده لينصفه في حاله وجود خصومه في الطلاق او الزواج الثاني ..نطالب بتغيير النص القانوني الذي يجعل الاقباط يخضعون للقانون في حاله تغيير المله وتغيير الديانه الي الأتي يخضع القبطي للقانون في حاله رفع دعوي خاصه بالطلاق او بالزواج الثاني للمحكمه من دون الحاجه الي تغير مله أو ديانه..نجتمع كلنا ونطلب طلاق مدني دستوري يقره القانون لا يتطلب تغيير مله ولا يتطلب اثبات زنا نخضع للقانون المصري الموضوع من قبل الدوله لأنه للأسف لا يسمح القانون الآن للزوجين للمسيحيين المصريين، بتوثيق عقود زواجهما من خلال المحامى، كما هو الحال للمصريين المسلمين..نداء موجه للحكومه نريد حل قانوني مدني للأقباط وليس حل كنسي نريد طلاق مدني للأقباط , وليس من حق الكنيسه أن تلوم الدوله علي استجابتها لحقوق مواطنيها . *

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

الكنيسة القبطية نموذج لإخصاء العقول......ج1

( دراسة في حقيقة الحجج التي تحتمي ورائها الكنيسة القبطية لتحريم الطلاق والزواج الثاني )
إن من يعتقد أن منطلقات الكنيسة القبطية لتحريم الطلاق والزواج الثاني هي منطلقات دينية محضة يكون قد ابتعد عن أصل الحقيقة وأسبابها وإن الإحتماء والإختباء وراء النصوص وهي غير موجودة أصلاً حسب دراستنا وقراءاتنا للكتاب المقدس بالصورة التي يقدمونها ( كما يتم استغلال القرآن كمثال لدى المتطرفين الإرهابيين ) والعبارة الواحدة التي يرددونها ويركزون عليها وهي مجتزأة من آية تم اقتطاعها وتحويلها لقانون وأبسط دليل على هذا أن الكتاب المقدس لم يكررها ويؤكد عليها صراحة في أماكن أخرى كما يجب أن يحصل مع موضوع مهم كهذا ونراه يتكلم عن الزواج والطلاق بشكل حكيم منفتح متسامح وبديهي كما هو أي قانون مدني تطبقه بلدان المعمورة ذلك أن الزواج والطلاق ناموس إنساني وتجربة بناء أسرة هي نواة المجتمع وحين تفشل تجربة هنا لا نصر عليها كالحمقى والمرضى النفسيين الذين يصرون على الخطأ مع علمهم به ويتشبثون به بشتى الوسائل والمبررات , بل نحرر الطرفين ليعيدا التجربة وفق عقلية أنضج وأكثر حساسية وتركيز حتى لا نخسرهما كفردين ونشوه ما نتج وسينتج منهما من أبناء يكونون نواة أمراض مجتمعية وأفراداً سلبيين كما كان أبواهما بسبب ماكانا يعانيان منه من إكراه وفرض لواقع يرفضانه أو يرفضه أحدهما ويرغمه ويصر عليه الثاني .. وحتى لا نتيح الفرصة لأحدهما حينما يكون انتهازياً مهووساً مستغلاً ومنحرفاً ليستغل الطرف الثاني ويستبيح حقوقه ووجوده وكيانه الإنساني ويدوس كرامته متحصناً بسلطة النص الديني التحريمية التي منحناه إياها بلا وجه حق ولا قانون ولا شرع فنكون شركاءه في كل الجرائم التي يرتكبها مع سبق الإصرار والترصد ..
ولكن الكنيسة والقائمين عليها ينطلقون من نظرتهم للجنس كفعل متدنٍ وإلى المرأة ككائن دنسٍ مدنس يتم فيه التفريغ الجنسي ثم ينبذ ويستعبد ويذل ويستغل وتسلب جميع حقوقه الإنسانية دون أن يكون له حتى حق الإعتراض والإستنكار وحتى الشكوى مما يمارس ضده فكيف بك والمطالبة بحق من حقوقه الإنسانية .. ورغم أن الكنيسة تدعي أحقيتها في إجراءات الزواج كحق مطلق لا يجب لأي قانون أو حكومة أو جهة قانونية المساس به حتى لو كانت من المجتمع القبطي ذاته , وبالتالي عدم إقرارها بممارسة الزواج باعتباره ارتباطاً إنسانيا وشراكة ووسيلة لاستمرارية النسل البشري وبالتالي هو موضوع دنيوي بحت لكنها تعتبره سراً من أسرار الكنيسة أي خلط بين نظرتين وازدواجية بالغة الخطورة ذلك أنك إما أن تعتبر الزواج ضرورة حياة ووسيلة مشروعة لشرعنة الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة بمعنى مبسط باعتبارها حاجة وضرورة وحق كما تناول الغذاء والماء من ناحية قانونية وإنسانية متداخلة وإنشاء لأسرة هي نواة مجتمع من ناحية اجتماعية مع عدم تغييب الجانب الوجداني وهو الجوهر الكبير من ناحية عاطفة ومشاعر إنسانية ، أو تعتبره طقساً دينياً كما الصلاة والصوم والتعميد وبالتالي تدخله بكل وجوهه وممارساته وتداعياته في قالب طقوسي تقديسي تسطيحي وتغييبي للإرادة الإنسانية والسلوكية والذاتية والخصوصية للفرد الإنساني أنثى كان أم ذكر ليتم تحويله كإنسان آلي تقول له ماهو مسموح وماهو غير مسموح من وجهة نظر الكنيسة ( كما يفعل من يخرج علينا ممن يسمون أنفسهم رجال دين مسلمين ببدع تحريمية تخترق وتنتهك حرمة وسرية العلاقة بين الزوجين بمنع هذا ومنع ذاك من الممارسات الجنسية المتبادلة ) التي تتكلم باسم الرب وتنطق بلسان الدين من ممارسات خاصة هي حق وحق حصري للزوجين ابتداءاً بمشاعرهما وزواجهما انتهاءاً باستمرار علاقة أو تجربة الزواج أو إنهائها وفق رؤيتهما وضروفهما أو أحدهما كما هو حال أي نشاط مشترك باعتبار الزواج عقد مشاركة وشراكة وشركة بالمعنى المبسط والحقيقي الذي عمل ويعمل البعض من هنا وهناك وباسم المقدس والعرف على جعلها شراكة من طرف واحد يحصد الأرباح ويجرد الثاني من كل شيء في مسرحية سوداوية الغائب الوحيد فيها هو العدالة فقط ويا له من غائب مغيب قسراً ...
ومن المباديء التي تؤمن وتعمل بها الكنيسة القبطية الذكورية هو مبدأ ذكوري قديم الباع ألا وهو مبدأ الإستئثار فكما تعمل الكنيسة بكل مالديها من طاقة للاستئثار والسيطرة على جميع الأقباط وأن لا يفلت منهم أحد سوى لو اضطروه لتغيير دينه طلباً للنجاة من هذه المحمية المستباحة في مجاهل الأدغال الإفريقية فيعتبر حينها شيطاناً وكلباً كان متنكرا في هيئة مسيحي قبطي وتم التخلص منه بمشيئة الرب تلاحقه اللعنات المجتمعية والدينية في الدنيا حتى يوم القيامة وفي الآخرة حكماً ملعوناً مؤبداً مع الأشغال الشاقة وبالمعنى الحرفي الذي تقدم دون مبالغة وربما كنت أخفف من وطئت الصورة .. أقول كما الكنيسة القبطية مستأثر بالأقباط ملتصقة بهم في كل شيء كحشرة القراد التي تتشبث بضحيتها بمخالبها الحشرية الحادة ناشبة أسنانها فيه ماصة دمه حتى آخر قطرة لتفارقه بعدما يفارق هو الحياة كمن يسلم العهدة أو الذمة الموكلة إليه .. كذلك هي مستأثرة بتفاصيل حياة الإنسان القبطي وبشكل حرفي ومقزز من مبدأ الأحقية الملكية ولربما وبشكل معين قد يمارس بعض القسيسين مبيحين لأنفسهم انطلاقاً من هذا المبدأ المغلف بالقدسية ممارسة حق الليلة الأولى الوثني الإستبدادي القبيح لو سنحت الفرصة وهي تسنح في أحيان يتم اصطيادها بشكل مستذئب كما ممارسات أخرى سنأتي إلى ذكرها معبرة عن واقع متخلف وشاذ لا يتناسب مع عصر ووعى الناس فيه لحقوقهم وحرياتهم الفردية وقوانينهم ونظمهم وما كانوا قد نبذوه إلى غير رجعة من أزمنة العبودية المظلمة بكل قباحتها وأدرانها ومومياءاتها المتفسخة التي تستدعى بين الحين والآخر لعالم العلم والعقل لا لإجراء التجارب عليها وتفحص أسباب موتها لكن لتمارس هي تجاربها ومواهبها المتعفنة فيهم وعليهم كما هي على الناس الذين رمت بهم تصاريف الزمن الرديئة تحت نيرها الذي لا يرحم ...
أقول تتم عملية الإستئثار هذه باستباحة كافة قضايا الفرد الشخصية بداعي الرعاية والإهتمام والإصلاح والمساعدة والمباركة ونتيجة الخشية من افتضاح واقع الجهل المتأصل في طبقة الأصنام الحديثة هذه فقد تم الإستعانة بعمليات تجميلية لإضفاء صفة الحداثة والعلم والتقدمية فنراهم يقحمون مستشارين متدينين متصنعي علم واختصاص في مجالات متعلقة بالأسرة والعلاقات الزوجية كمستشارين نفسيين واجتماعيين ليوظفوا العلم لخدمة الخرافة العلم لخدمة الكنيسة ومهاتراتها وطموحها المريض بدل تطويعه لخدمة الناس بكل بساطة وبلا مسرحيات الكهنة وسقطاتهم الغرائبية التي تصور الكون كله والحضارة والعلم والعلماء ومبتكراتهم واكتشافاتهم وهم يدورون في فلك حول الكنيسة بشكل قدري لا مناص ولا خلاص منه شيء هو من سجية الحياة وفطرتها .. الحياة و فطرتها وغايتها وغائيتها كلها وجدت لخدمة الكنيسة ونزوات متسلطيها ومرضاها النفسيين كل شيء في هذا الكون أنت وأنا أزواجنا أبنائنا ممتلكاتنا كلها متعة لشرههم وشهواتهم وحروبهم الصليبية المقدسة ولسنا سوى لعب خلقت ليتسلوا بها في عالم يصنعونه ويديرونه بعقلياتهم الفلكلورية الجبارة الخارقة للعادة والطبيعة السوبرمانات السوبرباباوات السوبرمصائبيات ... تصورهم وفعلهم هذا كما يستعين الجلادون والقتلة والمخادعون والنصابون والديكتاتوريون والمنبئون بوسائل وتكنولوجيا العلم الحديث حتى لا ينعتوا بالرجعية والتخلف وبدل نشل جيب فرد واحد نسرق رصيد بنك كامل ولا نترك أثراً يدل علينا ولا يشك أحد بنا وبدل تغييب فرد أو مجموعة أفراد في غياهب ودوامات ميتافيزيقية تسلبهم إنسانيتهم لنغيب أمة وليبارك الرب العلم والحضارة وليذهب الكفار والشياطين الذين يصنعوهما , عبر الفكر المستنير الذي لا يمرر عليه نصب النصابين ودجل الدجالين وخرافات المصابين بالخرف الحضاري والإنساني ،إلى الجحيم ... منطق ديني مطلق وناجح ..
قد يستفز مسمى وتشبيه العلم لخدمة الخرافة أوالكنيسة البعض وقبل أن يغضب ويثور لأوضح رأيي ورؤيتي وحقيقة الأمر .. الدين منظومة أخلاق معينة ومحاولة لإحداث تغيير أو هكذا يفترض لتحسين شكل الحياة في زمن ومكان ما من واقع سيء لواقع أفضل وحينما يأتي البعض ليأخذ الشكل الخارجي والصورة الشخصية لهذه المنظومة الأخلاقية والقيمية ليجعلوها واجهة مؤسسة ومؤسسات تظهر شيء وتخفي أشياء وكل مؤسسة يهدف صاحبها لتحقيق الأرباح والأخلاق والمباديء والقيم ليست للبيع والشراء وتحقيق الأرباح فيقوم بوضعها كماركة يعبيء صندوق منتجاتها بالخرافة والعرف والتقاليد ويجبر الناس على شرائها تارة بالترغيب والدعاية وتارة بالترهيب وشتان بين المنطقين البداية الشريفة والنهاية القذرة لا يجتمعان أبداً مهما مورست ألاعيب المتاجرين ...
نعود لموضوعنا ...
ومن منطلق النظرة المتدنية هذه للزواج وللطرف الضعيف فيه وهي المرأة وفق مقاييس هكذا مجتمعات سيتم استغلال الأنثى بشكل يتلائم مع هذه النظرة البدائية ومن باب القدسية والمباركة وطرد الأرواح الشريرة التي ليست سواهم وما نتج من أفعالهم فسيتم ممارسة حق الليلة الأولى أو الليلة الإضطرارية أو الليلة الإستغلالية بشكل محور مرن يتناسب والحدث الضرفي وما هو متاح تحت مخدر الخضوع لهالة القداسة المباركة لرجل الدين ابتداءاً أو لحل مشكلة ناتجة بشكل عرضي يتلافاها في تلك الليلة ويعالجها جنسياً أو ضمن الحالة المنعية للطلاق واستغلال الزوجة وهي تدخل الكنيسة وتلجأ لها كمخلص جاهلة أو متجاهلة أنها سبب المشكلة والمسبب الرئيسي لها فتسحب أقدامها للفخ ومن هذه الحالات ما تسربت تسجيلات صورية وفيديوية لها لعلاقات أقامها القساوسة مع سيدات متزوجات من عوائل معروفة استطاعوا استدراجهن لسبب أو لآخر ومن ثم تصويرهن لإبتزازهن لو امتنعن عن تكرار التجربة ... هذا إذا لم نأخذ في الحسبان الحالات داخل أسرهم أنفسهم وما يحصل فيها من ممارسات شاذة لا مجال للخوض فيها ...
والكنيسة كما شبيهاتها من أديان أخرى سابقة أو لاحقة أو ماتبقى منها تغري الرجل ليتسلط على المرأة ليبقى مؤيداً وتابعاً لها لما توفره له من غطاء لسلوكه القمعي الإجرامي الذي يطبع ممارساته نحو المرأة لتتسلط هي بالتالي عليه وعلى الكل عموماً من منطق فرق تسد ملقحة إياه بسياسة العصا والجزرة مع بهارات أفيونية مخدرة في جو من المقدس ...
إن حس التملك والإستئثار الذي يعامل المرأة بالخصوص وتعامل الكنيسة رعاياها كافة به عموماً هو بقايا سلوك الراعي والقطيع لكن مع فرق بسيط ينقص السلوك هذا هو عدم الحرص على القطيع مع اعتراضنا على نظرية الرؤية القطيعية هذه وستجدها في النصوص التي يستخدمونها لا على على سبيل التعبير والحكمة بل بشكل توضيح وتصريح لحقيقة واقعة ...
إن إشاعة وتأصيل وتنمية هذه النظرة البدائية هي ضرب للعقلية وإحداث الشلل في الوعي لمفردات ومكونات المجتمع وتعقيمه ليصبح غير قاد على إنجاب أدوات للتغيير بفعل التراكمات السلبية الهائلة التي تلقي بها فوق خلاياه الدماغية للحد من نشوء أي فكرة أو أفكار مغايرة فيتحول المجتمع لمجموعة من الأفراد المغيبين يضدهد بعضهم بعضاً وتتسلط عليهم مؤسسة ترعى اضطهادهم وتنميه وتحافظ عليه ...
إن مانتناوله هنا من جانب مهم للنظرة البدائية المتدنية للزواج وللمرأة وحتى لا نكون أو نعتبر متحاملين على جهة ما فنقول هنا أنها ليست حكراً على من نتكلم عنهم إنما هي موجودة في جميع الأديان بلا تفريق لكنها حالات تعرضت لما يشبه الإندثار في كثير من وجوهها وليس جميعها بسبب سطوة الحضارة وتطور الحياة وانفتاح العالم على بعضه لكنها في حالة كنيسة قداسة شنودة البابا ماتزال تعيش أو تريد أن تعيش عصرها الذهبي دون مبالاة لا للقوانين المدنية ولا للسلطات الحكومية والقضائية ولا لتطور وعي المجتمعات مهما كان مستواها أو اعتبر في جوانب منه متخلفاً وأكبر دليل تعالي أصوات من أماكن وجهات مختلفة من داخل هذا الواقع ماكان لها أن تظهر في زمن سابق لا بهذا العدد ولا بهذا الشكل والأسلوب ولا بتلك القوة والشجاعة والجرأة على المعارضة الفعالة ورغبة التغيير ...
إن حقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم وإن من يقف بوجه مد التطور الحياتي والمجتمعي والثقافي مهما كان لابد له أن يجرف ويسكن الحفر ليغرق ويتحلل فيها ويطويه الزمن والتاريخ ولا يعود أو يتبقى من ذكره لربما سوى اللعنات على ما جنته يداه من خطايا في حق الأجيال من بشر احترقت حياتهم وحياة أبنائهم لقاء نزوات مريضة ونظرة ضيقة جداً ومتخلفة ورجعية وعدم مبالاة ولا مسؤولية في التعامل مع قضايا الإنسانية ...
وليعش الإنسان قيمة وكرامة ومعنى ...

الإرهاب الديني ... تعاون الأعداء

إن المتابع بوعيٍ لما يجري على الساحة الدينية المتسيسة يجد قراءات مكشوفة لا تحتاج لشهادات تخصص حتى يتمكن من فهمها بشكل سلس وواضح ذلك أننا دخلنا عصر اللاحياء بعدما دخلنا عصر المعلومات والإنفتاح العولمي وصار من الصعوبة بمكان النجاح ولو لوقت بسيط في اخفاء سر أو كذبة سرعان ماتنكشف وتحترق كل الأغطية معلنة الحقيقة ...ولطالما قلنا وكتبنا عن النتائج السلبية للتطرف الديني سواء كان ضمن المحلية الدينية أو المحلية الأوسع أو كان متسع للعالمية وتكلمنا عن مخاطر وعواقب عملية تسييس الدين وصراعاته ووبالها الأسود على المجتمعات عامة وخاصة وما ستفرزه من نتائج سوف لن تبقى كما هي بل ستتوالد متحولة لأسباب ثم نتائج وهكذا ...واعتقد من اعتقد أننا حين كنا نتناول هذا الموضوع أننا متحاملين متآمرين على هذا الدين أو ذاك أو على الدين كخط عام ومعادين لفكرته بالمطلق لأجل العداء وقابلنا ويقابلنا بتعصب أعمى وشتائم وما تفرزه العقليات والرؤى الضيقة حتى ممن يعتبرون أنفسهم مثقفين لكنهم في الحقيقة لا يبتعدون في النظر أبعد من أنوفهم التتنفس باستمتاع دخان المحارق البشرية منذ فجر البشرية وحتى اليوم ...ولعل أحداث الكنيسة سيدة النجاة في بغداد الذي نفذته القاعدة ذلك اللقيط الذي تبرت منه أمه أميركا ورمته في أحضان إيران التي تبنته كعاهرة تحن لأبناء الحرام كما يقولون .. والذي صرح أن الموضوع ردٌ على ماقامت به الكنيسة القبطية من تغييب واعتقال للنساء المسيحيات اللواتي أسلمن وما مورس ويمارس في حقهن داخل أقبية الكنيسة وأن الرد سيمتد للكنيسة ذاتها في مصر ولا أعرف وجه الصلة بين الكنيسة التي تم الإعتداء عليها وبين كنيسة شنودة حيث الأولى لا تمارس ماتمارسه الثانية من تطرف مريض وجاهل فيما الثانية على لسان زعيمها المقدس تعتبر باقي الكنائس خارجين عن المسيحية و عاصين وحتى كفار لأنهم لا يمنحون الطلاق مكافأة لمن يزني وبتعبير أوضح لا يطلبون من طالب التحرر من عقد الزواج رجلاً كان أم امرأة أن يزني أو تزني كمرحلة أولى حتى يتم تطليقها أو تطليقه كجزاء على العفة والوضوح والعلانية في طلب التفريق بدل الإنسياق للخيانة الزوجية كمهرب لواقع مفروض ومرفوض في إخضاعه أو إخضاعها لعلاقة لا يريدها أو تريدها بدل تحريره ومنحه فرصة في انشاء أسرة وحياة جديدة بدل الحكم عليه بالمؤبد ....ولا أعرف سبب التعميم في حالة شاذة ومريضة كحالة الكنيسة القبطية ومقدسها المأزوم , على باقي الكنائس التي تمارس سياسة التسامح والقراءة المتعقلة للنصوص بلا اقتطاعات واجتزاءات وممارسة الفهم الروحي اليقترب من حقيقة القيم الأخلاقية لمنظومة الدين بدل التعلق بالشكليات والقوالب الجامدة ...إن النظرة المتفحصة الواعية لهذه الصورة تمنحنا استخلاص حقيقة أن التطرف الديني كمرض اجتماعي ونفسي متفاقم يحتاج لوقود ليستمر وهذا الوقود يتم تبادله بين تلك المؤسسات الدينية حيث تمنح احداها الأخرى الحجج والمبررات فتجد كل واحدة ما تشتغل عليه وتشغل نفسها ومن تجرهم ورائها من السذج والبسطاء ومن تحركهم وتوجههم من الرعاع الذين يتم تطويرهم في مصانعها ليتحولوا لإرهابيين وأدوات قتل بالجملة .. وهي إن لم تفعل ذلك سوف تنسى ويطويها التاريخ ويندثر سوق المال والرقيق والدماء الذي تعتاش عليه ومنه ...حينما كتبنا عن السيدة كاميليا شحاتة وقبلها السيدة وفاء قسطنطين وغيرهما من كل من مارست الكنيسة القبطية في عهد شنودة المقدس ضدهن سياسة القمع والقتل والتعذيب وغسيل الدماغ والسجن في أنفاقها وسراديبها السرية تصور البعض وصوروا لهم أننا نتكلم إما من منطلق إسلامي مطالبين بمسلمات أو من مبدأ العداء للكنيسة القبطية الحالية وللسيد شنودة بالذات .. فيما كنا نتكلم أولاً وقبل كل شيء من منطلق إنساني وهو الأهم والذي يعلوا فوق كل قيمة ومبدأ باعتبار أن هذه العملية والممارسات خرق لحقوق الإنسان بني على خرق سابق حيث أنك تعتدي على حريتي الشخصية والإنسانية في الطلاق والتحرر من زواج فاشل وعلاقة مريضة وتمنعني من بدء حياة جدية وتكوين أسرة جديدة وممارسة إنسانيتي بشكل طبيعي واعتيادي ولا تدع لي مجال سوى تغيير ديني لا محبة بالدين الآخر الذي تحولت إليه إنما هرباً من خنقك لي وبالتالي لا يشكل الدين الثاني سوى مهرب اضطررتني إليه حينما لم تدع لي أي باب أخرج منه وأتنفس الهواء النقي بعدما بذلت كل مالدي من جهد ومال وإجهاد نفسي وحينما هربت طلباً للحياة والنجاة فعلت مافعلت بي .. وهنا جاء الطرف المتطرف المريض الثاني ليتلقف منك قصب السباق ويواصل المسيرة ويجعلني حجة ومبرراً وكيساً مغذياً يعينه على البقاء فيقتل آلاف الأبرياء متعللاً بواحدة ويجمع حوله الكثير من العامة الذين ينعقون وراء كل ناعق ممن تنام عقولهم في كهفها منذ الولادة وحتى الوفاة ...إذا فالأرهاب الديني يساعد ويمد بعضه البغض بوسائل ومقومات البقاء فيشتم هذا هنا لكي يشتم ذاك هناك ويقمع هذا هنا لكي يقمع ذاك هناك ويقتل هذا هنا لكي يقتل ذاك هناك ويكفر هذا هنا لكي يكفر ذاك هناك ويسرق هذا هنا لكي يسرق ذاك هناك ويكذب هذا هنا لكي يكذب ذاك هناك وبالنتيجة يعيش هذا هنا لكي يعيش ذاك هناك ويعمل كل منهما على إيجاد وافتعال أجواء الخوف والشعور بالتهديد لمن حولهما من بيئة حاضنة محيطة بهما حتى يشعروا الناس بالحاجة للتعنصر حولها وطاعتهما بشكل أعمى خلافاً حتى لما يعتقدون من قناعات أوجدت معرفة بحقيقة هذه الجهات لكن السعي للبقاء سيكون مقدماً على تلك القناعات وبالتالي تبقى تلك المؤسسات الدينية ببقاء من يلتف حولها لا إرادياً .... وأقول حقاً وصدقاً لو مات أو اختفى أحد الطرفين ولم يجد الثاني من يخترعه ويوجده كعدو يستمد منه قوته وبقائه فسوف يصاب باللوكيميا ويموت لا محالة ...ثم والطريف في الأمر والمقرف في ذات الوقت دخول فرنسا على الخط نعم فرنسا السياسة القذرة لتعرض استقبال العراقيين المسيحيين فيها لسحبهم من العراق بحجة الغيرة والحرص عليهم ويالها من بلدان إنسانية طالما كانت طفيليات تمتص دماء الشعوب التي تحتلها وماتزال .. وبدل أن تساعد في استتباب السلام والأمن في العراق والقضاء على التطرف الديني في بلداننا تعمل على تهجيرنا منها وهذا ليس بجديد ولا هو جديد على فرنسا ولا ننسى أيام الذبح والخطف في العراق في السنين الماضية وكيف كان السفير الفرنسي وأصحابه ضيوفاً دائمين ووسطاء وفاعلي خير في مقرات الخاطفين والذباحين وبالصدفة طبعاً فما علاقة فرنسا الحرة بالأرهابيين ..؟ إنه التصيد في المياه الآسنة لا غير ...إن البديل عن كل هذه الأزمات والتفاقمات هو إشاعة مباديء العدالة وحقوق الإنسان واحترام الحريات الفردية وحرية التعبير بالخصوص بدل تكميم الأفواه بشكل مباشر أو بفسح المجال لنمو السرطانات الدينية التي تقوم بهذه المهمة بالنيابة ... يجب العمل بنوايا حسنة على توعية الشارع لما يحيط به من مخاطر وما يخطط له من مكائد وخداع لمنع استمرار المسلسل الظلامي هذا منعه من الإستفحال والإستمرارية وبالتالي وضع حد لمجازر قتل الأبرياء وتدمير مستقبل شعوبنا المقهورة التي تعيش حياة لا معنى ولا أمل ولا قيمة لها ... وعلى الجميع تقديم السلام والحياة الكريمة على كل العصبيات والمصالح الضيقة والشعارات الملعونة التي تحلل استباحة حرية الإنسان وكرامته وممتلكاته ومستقبله ومستقبل أبنائه ...

كفى كذباً وتآمراً على الإنسانية ....

كفى لعباً بمقدرات الناس بشعارات واسم الدين والأخلاق يا من ليس لكم دين ولا أخلاق ولا إنسانية ....

كفى سفكاً لدمائهم أيها العابثون المجرمون... أما شبعتِ من دمائنا على مدى القرون أيتها الوحوش البشرية ...؟

المجد والحرية للإنسان وعلى الأرض السلام

الكنيسة القبطية وعقدة العقيدة السرية

كل الأفكار والقناعات والديانات المختلفة أو المخالفة تبدأ في عقول أصحابها ومن ثم أتباعهم وتستمر لسنين ولربما قرون بشكل سري متكتم خشية من قمع وتنكيل واضطهاد الفكر الأقوى والقناعة الأقدم والديانة الأكبر وهو أمر شائع الحدوث ومتوقع بحكم مقولة الناس أعداء ماجهلوا أو ماجهلوه ومن منطلق التحول الدراماتيكي للفكر والدين والقناعة وفق الديناميكية المجتمعية إلى عرف مجتمعي أشبه لدرجة ربما التطابق مع العصبية القبلية مع وجود عوامل التخلف العلمي والجهل الثقافي وتقييد وكبت حرية التفكير التي تمارس على المجتمع من قبل المؤسسة الحاكمة للمجتمع سواء كانت حزبية آيديولوجية أو دينية أو اقتصادية ومن جانب المجتمع ذاته على أفراده استناداً للشعور القومي العنصري والسلوك الجمعي ...
وحينما تسود تلك العقيدة الفكرية أو السياسية أو الدينية فسوف تتحول العقيدة أو العقائد التي كانت سائدة ومتحكمة إلى عقيدة ثانوية أو حسبما تسمى وفق المصطلحات الحديثة إلى أقلية سوف تعود وتمارس نشاطاتها وطقوسها ثانية كعقيدة سرية بحكم عودة الأوضاع والضروف إلى الشكل الذي كانت عليه أيام ابتدأت تلك العقيدة ...
ومثلما تحافظ سياسة العقيدة السرية على استمرار وبقاء اصحابها من سواء كانوا حزباً أو ديناً لمدة أطول وتساعد على اجتيازهم الضروف والأزمان العصيبة ريثما تنجلي الأمور وتتغير السياسات والعهود فإن مبدأ السرية يفتح ويفسح المجال واسعاً لدخول الكثير من التلاعبات والتحويرات والإنحرافات والممارسات الشاذة والتجاوزات وخرق كل القوانين المرعية في العقيدة الأصلية للطائفة الدينية أو السياسية نتيجة غياب أي رقابة أو شفافية أو محاسبة في القرارات والتعاملات والمعاملات نتيجة اعتماد مبدأ السرية والتكتم ووضع الحجب والحواجز والعوائق بين المؤسسة صاحبة القرار والمجتمع التابع لها بحجة حمايتها لم لا وهي مستهدفة ومن الواجب التحفظ في كل مايخصها وبذل كل الجهود للحفاظ عليها لأنها لو ضاعت أو انهارت أو تم القضاء عليها فسوف تنتهي الطائفة والعقيدة وتختفي من الوجود ...
والقضية الأخطر من كل هذا أن الأمور حينما تتغير مثلما هي الحياة والواقع الديني والسياسي في غالبية بلدان العالم بعد أن تجاوزت معظم الدول مسألة الأقليات وخصوصاً الدينية عدا مناطق لبلدان متخلفة أو تعاني من زخم قومي يتفوق على نظامها السياسي ويتحكم بقراراته السياسية والقانونية وحتى المعاملاتية .. عدا هذه الدول فقد بتنا نعيش عصر حقوق الإنسان بشكل نسبي وحرية ممارسة العقائد وزمن حقوق المواطنة الذي يغلب كل انتماء عرقي أو ديني أو حزبي حسبما يقال وكل هذا ونجد هنالك من يحلو له الإستمرار في ممارسة العقيدة السرية وكأنها إدمان رغم زوال الأسباب الداعية لها وقد يتصور البعض أن الموضوع نوع من التخوف وانعدام الثقة وربما التعود على نسق وطريقة حياة وكل هذا عارٍ عن الصحة وبعيد كل البعد عن الحقيقة لأن الأمور ليست بهذا الشكل ولا هذا التصور ولا هذه السذاجة لأن من يصدقها من أفراد ذاك المجتمع لهو فعلاً يحمل السذاجة ولا أقول الغباء بأصدق وأوضح صورة ....
إن الإصرار على استمرار نهج العقيدة السرية واعتماد ما كان أمراً طارئاً ليكون منهجاً عملياً ودائماً ليس بمحض المصادفة ولا بالأمر الطبيعي و لا توجد أي حجة أو سبب يبرره وأسباب اللجوء إليه عادة وهي حقيقية تكون كالتالي : ــ
1- المصالح التي تكونت للمؤسسة التي تكونت هي الأخرى نتيجة جو السرية من التبرعات والممتلكات والمضاربات والتجارة بأموال ليس جائزاً التصرف بها والإنتفاع منها لأفراد بذاتهم دون الجماعة أو الهدف الذي جمعت أو تم التبرع لصالحه وفي الخفاء وبعيداً عن الأعين وبالتالي فالوضع الجديد الذي يكون كل سلوك فيه منظوراً وأمام أعين الناس وبالتالي رقابتهم ثم محاسبتهم للسلوكيات المنحرفة سيضرب تلك المصالح وبالتالي المؤسسة ومن يقف ورائها ويستفيد منها .
2- نظام تداول السلطات مهما كان نوعها داخل المؤسسة التي تدير وتسير وتوجه أمور الطائفة وعقيدتها كان في عهد العقيدة السرية يتم وفق ترتيبات سرية ومجهولة تعتمد اتفاقات وتفاهمات ومصالح وتأثيرات عديدة وكثيرة ومشبوهة وانتقال الوضع للشكل المعلن والشفاف سيضرب كل تلك التفاهمات ويمنع هذه السلوكيات ويكشفها للملأ وهذا سيكون كارثياً بكل معنى الكلمة .
3- وجود التجاوزات والفساد المالي والسلوكي والآيديولوجي وحتى الأخلاقي الذي نتج عن النهج السري البعيد عن أي رقابة أو شفافية سيعرض المسؤولين عنها والمنتفعين منها للمحاسبة بعد اكتشافها وافتضاح أمرها وهؤلاء بالتأكيد شخصيات وأناس متنفذين ورؤوس كبيرة ومهمة في المؤسسة العقائدية .
4- إرتباط طبقة من المنتفعين الطفيليين الذين يساعدون ويستفيدون من الفاسدين والذين سيكونون داعمين لبقاء الحال كما هو عليه واستمراره إلى الأبد ..
5- في حال ظهور عوامل وجهات وأفراد ومؤسسات وحتى قوانين تدفع باتجاه الشفافية واعتبار مبدأ العقيدة السرية من الماضي الذي لا يجب أن يعود ستعمل المؤسسة عبر أعوانها وزبانيتها والطفيليين المنتفعين منها على إيجاد ضروف ومشاكل وإثارة فتن ونعرات طائفية في محاولة الإبقاء على الحال السابق أي حال العقيدة السرية وإقناع الآخرين من المجتمع بأنه الحال الأفضل والطبيعي والمناسب والذي سيحافظ عليهم وعلى أبنائهم وعلى مصالحهم وأموالهم ويحفظ أمنهم من الأعداء المفترضين .
6- ستعمل المؤسسة على شحن عقلية التخاصم والعداء مع الآخرين ومحاولة إثارتهم والتحريض ضدهم ولربما وهو يحصل كثيراً أن يقوم بعض أتباعها بتدبير أعمال إرهابية كالقتل والخطف والإغتصاب وإحراق الممتلكات ضد أناس ينتمون لعقيدتهم ذاتها واتهام الطرف المقابل بتنفيذها لتدعيم موقفها ورأيها وإضعاف موقف المناوئين لها من دعاة الإنفتاح ورفع حواجز الماضي والعودة بذلك المجتمع الصغير للمجتمع الكبير بغية الإندماج معه واستعادة المواطنة التي طالما عملت تلك المؤسسة على تخريبها وإضعافها بشتى السبل .
7- ستحاول تلك المؤسسة بمختلف الحجج مستندة للعقيدة والدين ولربما التقاليد والعرف الخاص بمجتمعها لمحاولة عزل المجتمع والفرد قانونياً وحتى في مرجعيته القانونية وكأنه مواطن من بلد آخر والذي حتى لو كان من بلد آخر وبحكم تواجده في هذا البلد فسيخضع لقوانينه لأنه فوق ترابه وهذا أمر متعارف عليه دولياً إلا فيما يخص أوراقه الرسمية التي تصدر من بلادها .
العقيدة الشيعية من العقائد التي نامت طويلاً في درج العقيدة السرية لضروف تاريخية دينية وطائفية وصراعات سياسية متوارثة والتي اختفت تحت رمال السرية كل التداخلات والتلاعبات والفساد والتشوهات والتقرحات وضلت تحمل هالة القدسية وعملت بكل ماتستطيع لقرون على عزل الشيعة عن أي نظام ودولة وأن تكون دولة داخل الدولة تحلل وتحرم وتصدر القوانين وتعقد العقود خارج كل سياقات المنظومة القانونية للدولة متسترة بعباءة الرب وعدم المساس بدينه ونصوصه وولايته وإمامته وفيها رجل الدين ممثل المهدي الغائب وكيل الله في الأرض وممثله ومن يموت دون بيعته فقد مات كافراً خاسراً للرحمة والمغفرة مهما كانت درجة التزامه الديني وإيمانه وعليهم جبايات ورسوم أموال كانت تهطل كالمطر سنوياً بلا حساب ولا رقيب لا يعرف مصيرها وإن عرف فلا نقاش مع المقدس .. عزلة حرمت الشيعة من مواطنتهم ومن حقوقها ومن دورهم في بناء وقيادة بلدهم وهم سكانه الأصلاء .. وتمر السنون ولا يثبت حال الدنيا وتجيء امبراطورية العالم الجديد فتحررهم أو تحتلهم لا يعرفون وبقدرة قادر أو لربما بفعل فاعل يمسكون بالسلطة أو يمسك من يتكلم باسمهم .. مؤسسة دينية تدعم أحزاباً دينية ليلعب القدر وتظهر كل المواهب المختفية عن الناس وإذا بذلك المقدس غطاء بالوعة تحوي اللصوص والقتلة من فرق اغتيلاتها العاملة سابقاً ولاحقاً والمغتصبين والخاطفين والكذابين والدجالين والقوادين ولا ننسى والركع السجود لا للرب لله بل لولي نعمتهم أنا يكن اسمه وجنسه ولونه ودينه وأخلاقيته ودوافعه المهم أنه يرمي العظام لهم ويطلقهم ككلاب ضارية وراء الفرائس من المساكين المغلوبين على أمرهم والذين كانوا بالأمس من صنع هذه الكائنات ومدها بالمال والديمومة ومنحها هالة القدسية لتأكله وتنهش لحمه وماله وعرضه ويبتلع فردة الحذاء المتعفنة دون أن ينبس ببنت شفة وإلا سيكفر بالرب والملائكة والأنبياء والشياطين والناس أجمعين إلى يوم الطين أو الدين لا فرق .. جزء من خطبة رجل دين .
ونعود للعنوان لكأننا نتكلم عن ذات المؤسسة لكن بوجه ورداء مختلف لكن المحتوى والأصل واحد وهي الكنيسة القبطية مؤسسة شنودة الدينية التي لا تقل بل لربما تزيد في جوانب كثيرة تعصباً وإجراماً ومرض جهالة وغباء سياسي وفقدان أخلاقيات وشرف كلمة والتي تنطبق عليها كل الصفات والدوافع والسلوكيات المذكورة في كل ماورد أعلاه بل وزيادة .. لو أمعنا النظر في سلوكيات هذه الكنيسة في شخص سادنها شنودة لرأينا المدى الثقيل للتشبث بإرث العقد السرية ولكأننا نسمع لسان حاله يقول : إن قطع الأعناق خير من قطع الأرزاق .. نعم إنها أرزاق الشيطان ومرتزقوها ومرتزقتها المتمسكين بغنيمتهم حتى قطع النفس وهي لا تعدو بعيداً عن صورة الآثم المتمسك بخطيئته مصوراً إياها طقساً سماوياً كطقوس الذبح المقدس الوثنية وحمامات التعذيب وكل يعتبرها واجباً دينياً ورسمياً والتزاماً دينياً ومجتمعياً لا يجب التلكؤ فيه والظهور بمظهر المقصر ... إنه إمعان في الجريمة نعم جريمة الطمع والإستحواذ والسلطة الجائرة لراعٍ خان رعيته واجتهد في تعذيب ضحاياه , إذ قلي بربك لماذا نثير كل هذه الضجة حول الحكومات ورجال أمنها والخطف والإعتقال والتعذيب والتغييب ومايتبع من تصفيات وهي لم تأتي بجديد ولا غريب ولا كفر ولا جريمة , نعم ليست جريمة لأن كل هذه الموبقات لو كانت جريمة لما اعتنقت تنفيذها بحذافيرها المؤسسة الدينية الناطقة باسم الرب والقيم السماوية السامية والأخلاقيات ومثلها العليا ويظهر كاهنا المقدس وعلى شفتيه ابتسامة المسكون بحب تعذيب ضحاياه وتقطر من عينيه دموع التماسيح الأليفة , تماسيح وأليفة ؟ كيف يا ترى؟ نعم هي أمامكم تتنقل وتنفذ جرائمها ضد ضحاياها وهم كل من يطالب ويطمح حتى لنيل حريته الإنسانية وليس أكثر ليكون الهدف والفريسة القادمة الملعونة .. تمساح رحيم ومسالم وحنون تكتب الشعر الخرافي الذي لا أذن سمعت به منذ عصر الكهوف يوم كان الديناصور يغني مثله لحبيبته الديناصورة قبل سويعات من انقراض الجنس الديناصوري بكاملة بالمصادفة , نعم أيها الراعي الحريص والمحافظ على أغنامه الوديعة رأيناك في التلفاز تقرأ شعراً لم يكتبه امرئ القيس في زمانه ولا النابغة الذبياني ورأينا أيضاً كيف كن حوريات الجنة يتهاوين من السماء كالفراشات من جرعة الحب الطافحة اللافحة من فيض محبتك أيها المحب ...إنك بحق وإنها بحق مثال صارخ لعقدة العقيدة السرية المرضية التي لاشفاء منها سوى بالوعي المجتمعي والقانون العادل والحازم الذي لايستثني أحداً من حقوقه المدنية أو من عقوبته حينما يستحقها والحكومة التي تعرف كيف تدير بسياسة حكيمة شؤون شعبه وتستقريء شجونه تطلق للحرية كل حمامات سلامها وتفتح كل أبواب التعبير الحر وتحميه لا تحاكمه لأن الحقيقة قيمة سامية والحق قيمة عليا والمحبة روح الإنسانية الجميلة والعدالة بلسم يداوي كل الجراح وينصف كل مظلوم ..
وللحرية سلام إنساني ....

حتى أنت يا تداوس ..؟

لكأن الرب والأقدار والحوادث اجتمعت وتوحدت واتفقت على رفع أعلام فضيحة للظلم آن لها أن تعرى وينشر غسيلها القذر أمام أعين ومسامع كل الناس ويكتشف العالم مدى الجريمة التي ارتكبت وترتكب باسم الدين في حق الأقباط وعمق الاستهانة بكل القيم الإنسانية وسعة المستنقع الضحل والآسن الذي تنام فيه الكنيسة القبطية وزعيمها الفذ الرفيق والرقيق شنودة ...
ولكأن حظوظ كل الأقباط المظلومين وأقصد القبطيات والأقباط بالأصح قد نهضت من سباتها الطويل ولكأن الدماء البريئة قد فارت من تلك القبور الظالمة التي ووريت فيها جوراً وعدواناً مطالبتاً بالقصاص من كل شريك أصيل مهما كانت درجة قذارة الدور الذي لعبه فيها ...
كل هذا أراه ويراه كل ذي عقل وضمير ومتسع من الرؤية الصافية عبر عقله ووعيه وضميره الإنساني وهو يتابع السقطات الشاهقة والخطيرة التي تقع متخبطة فيها الكنيسة القبطية من رأسها وحتى أخمص كهنتها المتفقهين بالحضارة والقانون والإنسانية .. سقطات لا تنسى كما لا تغتفر منها اللسانية ومنها السلوكية وأكيد ستكون قصة هروب السيدة الفاضلة كاميليا زوجة القس تداوس سمعان هي مدار موضوعنا بتداعياتها ودلالاتها الكبيرة والخطيرة ...
ترى ماذا يدل عليه هروب زوجة الكاهن ومحاولة إشهار إسلامها التي وقفت دونها حقيقة تعاون الأزهر وأمن الدولة مؤخراً في الحيلولة دون قيام أي مسيحية قبطية بإشهار إسلامها خلاصاً من ظلم وجور الكنيسة وتسلطها على رقاب المصريين الأقباط أمام أنظار الحكومة ...؟
سوف لن نقول أنها تدل على سوء خلق الكاهن ولا ضعفه الجنسي وعدم تعاطيه حبوب الفياجرا كما حلى للبعض تناول الموضوع من هذه الزوايا دون أن نطعن في رؤيتهم هذه لكننا ننظر للموضوع من الزاوية المهمة و البناءة بل والأكثر أهمية وإنما نرى أنها تدل على حقيقة المشكلة والأزمة والظاهرة الكبيرة والعميقة التي سببها الشرخ الكبير في القانون المدني المصري اتجاه المصريين الأقباط الذين سلخوا منه بكل ماتعنيه الكلمة وكأنك تجتزئ فئة كبيرة ومهمة وأصيلة ومؤثرة من الشعب المصري وتضعها خارج سلطة الدولة وقانونها ولا نقول الحكومة ذلك أنها هي من فرطت بهم ورمتهم لقمة سائغة لشنودة البابا الذي يستقتل في جعل المواطنين المصريين الأقباط ، مواطنين من الدرجة الثانية ثم التلاعب بهم وزجهم في مواجهات لا تخدم سوى مصالحه الضيقة وغير النزيهة التي يعمل على تزيينها وبرقعتها بشكل بائس بتعاليم الإنجيل والدين المسيحي الذي يزجه هو الآخر في صراع المصالح مسيئاً له ولكل مسيحي مظهراً المواطن المصري القبطي كلعبة تحركها أيدٍ خفية ضد مصلحة مصر في وقت وضروف حرجة وصعبة ...
حقيقة أن المشكلة التي صنعتها كنيسة شنودة وعملت على جعلها أمراً واقعاً مفروضاً بشكل قسري ولا قانوني ينخر ويدمر المجتمع المصري القبطي قبل نخر المجتمع المصري عموماً
هي واقع موجود غير مدعى رغم مايسعى له أعوان شنودة من تمييع وتهوين وتغطية وتدليس هذه الحقيقة وحصرها في حالات شاذة ونزوات خاصة فيما هي تطعن في القلب من الحقوق المدنية لأي كائن إنساني يعي معنى إنسانيته وما لها من حقوق وتشريعات من الواجب والملزم أن تدعم تلك الحقوق تحت أي ضرف ..
ثم هنالك أمر هام آخر لايقل أهمية عما سبق والذي كشفه المحامي نجيب جبرائيل نقلاً عن الكاتبة أميرة جمال في مقالها حول الموضوع وأطلب منكم أن لا تنفجروا من الضحك فلم يكن يمزح أو يسخر من شنودة بل كان يتكلم منطلقاً من إخلاصه المثير للإشمئزاز لكنيسة شنودة حيث قال في "رسالتك المنشورة والموجهة لقداسة البابا بحرمان زوجات الكهنة من العمل وتعويضهن مالياً كحل سحري من شأنه أن يمنع هروب زوجات الكهنة من الظلم لو تعرضوا لظلم واعترضوا عليه " حيث هو تأكيد على أن الحالة العامة والتي يعاني منها المجتمع القبطي في قضية الطلاق هي انعكاس صريح وصارخ لما يعيشه ويعتمده ويتخلق به الكهنة والذين أورثوا المجتمع القبطي أمراضهم وعقدهم الشاذة على عكس ماكان وما يدعون من أن يكون دورهم إصلاحياً خدمياً وشفائياً وما إصرار الكنيسة القبطية وشنودتها وكهنتها على الشعار اللاإنجيلي أصلا بأن لاطلاق إلا لعلة الزنا سوى لمدارات عيوبهم وسوء أدائهم الأسري نفسه ولانكرر حقيقة قالها غيرنا عن سوء خلقهم وتعاملهم السيء مع زوجاتهم رغم الهالة الروحانية والطهرانية التي يلتحفونها ...
وزيادة وتعميقاً لكل هذا الوضع والواقع الشاذ الذي أشاعوه ونشروا ظلمهم نراهم بدل إصلاح مفاسدهم هذه يحاولون تكحيلها بفتنة دينية في مصر كلها مع المسلمين بإلقاء مآثمهم وأخطائهم عليهم لتنفجر الفوضى والخراب ولا يعود هنالك من يكشف ألاعيبهم الغبية والخبيثة في آن ولا من يسائلهم عن نتائج أفعالهم الإجرامية فمن سيفكر ويجد المجال لهذا في أتون حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس سيكونون مشعليها وبامتياز هرباً وتهرباً من العقاب ....
ومن الطريف والمخجل أن يعود القسيس المحنك سويرس للساحة الإعلامية ليتحفنا بثقافته الإنسانية والمسيحية والدينية واللغوية والحقوقية والمصطلحاتية عبر برنامج بلدنا بالمصري في قناة سويرس أون تي في الذي حاولة المقدمة جاهدة تجميل صورة مشوهة بالكامل في سعي مثير للشفقة حيث استوقفني فيما استوقفني إشارة أحد الضيوف بأن الدستور ضمن حرية العقيدة في فقرة من فقراتها فقاطعه سويرس القسيس قائلاً بل حرية ممارسة العقيدة وكأن هنالك فرق بينهما بل وكأنه يشير إلى عدم اعترافه بوجود حرية وحق في تغيير الإنسان لعقيدته وفق مايراه صالحاً له ومقنعاً وهو هنا لا يعترف ضمنياً بما قبله هو وشنودته راضخاً وما صدق عليه الأزهر والمحاكم والدوائر الرسمية المصرية كلها في تحول من تحول من المسيحية إلى الإسلام طلباً للخلاص وبعدم شرعية ماهلل له هو وشنودته فرحاً في تحول من غير دينه من الإسلام إلى المسيحية وهو بالتالي يعترف بأنه خالف هو وشنودته تفسير الكنيسة للقانون وبالتالي قيامهما بماهو مخالف للقانون من الإعتراف بتنصر من تنصر ..
هذا من جانب وفي تعليق ومقاطعة ثانية لأحد الضيوف الذي قال إن الدستور المصري يعتبر كل المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات حينما قال مقاطعاً في الحقوق المدنية والشخصية وليس في الزواج والطلاق والزواج الثاني وهو بهذا يفرق ويعزل حق الزواج والطلاق عن الحقوق الشخصية والمدنية ولا أعرف ولم يقل ضمن أي قائمة تندرج هل ضمن حقوق الحيوان المدنية أم ضمن حقوق شنودة المدنية شافطاً إياها كلها لوحده ومتفرداً فيها دون عباد الله كلهم وكأنها موروث أبيه وكأن المصريين الأقباط خرافه الضالة التي لا تملك عقل ولا حقوق بشرية كانت أم حيوانية .. لا أدري كيف يفكر هؤلاء وكيف يحاولون لي عنق الكلمات والحقائق بشكل ساذج وغبي معتبرين من يتابعهم من الجهال والأغبياء كما كان منطق اليهود مع العرب في مقولتهم ليس علينا في الأميين سبيل باعتبارهم قطعان غبية لا تفقه شيئاً وهذا مايبرر استغلالهم وسرقتهم والتحايل والتآمر عليهم دون وازع من ضمير ولا أخلاق حيث لا يطبق أي منهما هنا ويتم تعطيله باعتبار المقابل جاهل ومغفل والأخلاق والضمير كما القانون لا تحمي المغفلين والجهال .. هل كان هذا منطقاً أخلاقياً وإنسانياً يا ترى وهل نفعتهم نظرتهم المتعالية للآخرين والإستهانة بهم بعقولهم وإنسانيتهم وحقوقهم قبل كل شيء ؟
بالتأكيد الجواب لا وكانت أن خسف هؤلاء الأميون الجهلة بهم وبمصالحهم وبكل ما يملكون وطووا صفحتهم من ذاكرة المكان والزمان ومن حسابات المال والسياسة وقت إذ وهذه نتيجة سوء الحسابات والتصرف اللامسؤول وعدم التعامل باحترام مع الآخر ...

الوجه الخطير في الأمر كله هو ركون الحكومة المصرية عبر جهاز أمن الدولة للسيطرة على قرار الأزهر في قبول إشهار إسلام المسيحيات القبطيات بسياسة مشابهة لصلح الحديبية بين الرسول محمد ومشركي قريش تقبل قريش من يرجع عن الإسلام إليها فيما يعيد محمد من يدخل في الإسلام منها وخصوصاً النساء كتعبير واعتراف بالعقلية الذكورية للمجتمع القبلي المكي والمشرك الكافر والمدني المسلم حيث يتقبل الأزهر هنا إشهار إسلام المواطن القبطي المسيحي الذكر فيما يبلغ عن طلب إشهار إسلام المسيحية القبطية الأنثى ويسلمها لأمن الدولة الذين يقومون بتسليمها لأهلها أو زوجها وما يترتب عن ذلك من تنكيل وقتل واقع ومتوقع ومعهود تتحمل الحكومة بجهاتها الأمنية مسؤوليته القانونية والأخلاقية والإنسانية بشكل قاطع ومطلق في هذه الحالة وفي شبيهاتها , رضوخاً واعترافاً من الحكومة المصرية بأنها جزء وممثل لمجتمع ذكوري متخلف يمارس التفرقة الجنسية بين أفراده لتكون مرآة تفعل كما يفعل بدل العمل على تأكيد وتعميد صروح الدولة المدنية ..
نعم هذا ماتفتقت عنه ذهنية الحكومة المصرية التي تعاني الضعف والشيخوخة تلازماً مع قمة الهرم فيها بدل أن تكون الهياكل النظامية والمؤسساتية تعمل وفق آليات القانون والتخطيط المبرمج لسياسات الوزارات وحكومتها حيث استهلكت المركزية المفرطة في كل شيء كل قوتها وشتتها في طريق التهرؤ والتفسخ وتبديد قوى ومؤسسات البلد في الفساد المدمر والمعطل الذي شل كل الأجنحة الحكومية التي صارت تسعى للحفاظ على مصالح فئات قليلة على حساب مصالح الملايين من أبناء الشعب الأمر الذي يجعل البلاد تسير لمستقبل كارثي لا تحمد عقباه ..
إنه بلا شك سلوك يعبر عن الضعف والهزال والورطة التي وصلتها الحكومة نتيجة تفريطها بنظامها المدني الذي سعت الحكومات الوطنية السابقة رغم كل السلبيات والمآخذ على كل منها لكن الواقع لا يخلوا من إضافات وتقدم وإن كان في جوانب على حساب جوانب مهما كان شكله وحجمه والذي كان من المفترض عبر السلم التصاعدي والتطوري أن تضيف وتحسن وتعدل نحو الأحسن لا أن تقف مكانك سر في أغلب الجوانب إن لم تتراجع في تخاذل وتخلٍ خطيرين عن الشعارات والصور الحلم الذي ناضل ويناضل الواعون من الشعب المصري العظيم في سبيل كل مقومات البقاء والحفاظ على وحدة وقوة هذا البلد قبل أن تنهشه ذئاب الخارج بعد ذئاب الداخل وبلا رحمة ...
إن كل من يسعى نحو قانون مدني موحد يساوي بين كل المواطنين في الحقوق قبل الواجبات بدل قانون طائفي موحد يحشر كل المسيحيين بكل طوائفهم في محرقة واحدة كما يسعى شنودة ,هم ليسوا بطلاب سلطة ولا مثيري شغب ولا مدسوسين ولا عملاء ولا أصحاب وأعضاء في أحزاب تسعى للتنافس والتناحر من أجل التنافس والتناحر ولكنهم أناس يطالبون بحقوق مواطنتهم ابتداءاً والتي ستؤدي وبلا شك لتقوية وحدة مصر وسحب البساط من تحت أقدام كل المراهنين على تفتيت البلد والمتصيدين في المياه العكرة من الظلاميين و لا نصفهم هكذا من باب القالب الأزلي الجاهز للإتهام اتجاه كل مخالف لك في الرأي لكنها حقيقة تلك الفئات التي تعمل بلا هوادة على جر البلاد نحو عصور التطرف والجهل والعصبيات سعياً وراء مطامعها وطموحها غير الشريف ..
إن من يطالب بحقه وحريته ومن يناضل في سبيل الحقوق والحريات هو في مقدمة المواطنين المخلصين والمحبين لبلدهم والذي يضحي بكل مايستطيع من جهد ووقت ولربما مال هو في أشد الحاجة ولأغلبهم له في سبيل تدبير شؤون حياته في هذه الضروف الصعبة التي يعانيها المواطن المصري عموماً من أزمات بلد داخلية وأزمة عالمية زادت الطين بلة .. وعلى الحكومة وكل من يشعر بحق بالمسؤولية والحرص على بلاده أن يساندهم ويدعم مطالبهم ويسعى لتحقيقها لا من أجل مصالح خاصة وفئوية محدودة وإنما من أجل مصلحة البلاد كلها دون تمييز ودون تحديد لفترة زمنية ضيقة وإنما من أجل اليوم والغد معاً ..
ولأجل كاميليا وكل معذبات الأقباط تصلي الإنسانية

باباواتٌ بين خَرَفِ العَقْلِ و خَرَفِ العَقْليَّة

" أنا آخر الباباوات العظام " قناة سويرس أون تي في نقلاً عن لسان البابا شنودة ..
لاشك أن هنالك فارق شاسع بين تعاطي الشعوب والمجتمعات المتقدمة والمتخلفة لشخصنة وصورنة الزعيم أو القائد أو رجل الدين وجميعهم هنا يتناوشون صورة الزعامة ويصعدون كرسيه المتعرش ويلتصقون أو تلتصق مؤخراتهم به بصمغ دونه كل أصماغ الدنيا ولا يمكن أن يقوم باقتلاعهم منه سوى عزرائيل الذي سيقتلعهم وقتها منه ومن الحياة بأكملها ...
الفارق أن تلك الشعوب تأخذ قادتها بإنسانيتهم التي تحتمل النجاح والفشل الصدق والكذب القوة والضعف الجبن والشجاعة ليجعلوا منهم كائنات بشرية يمكن الإقتداء بها بل واستباقها والإتيان بأعظم مما جاءت به وتجاوز أخطائها التي وقعت فيها وهذا سر تقدم وتطور تلك الشعوب والمجتمعات وإنجازها لقفزات عملاقة لا يمكن اللحاق بها .. فيما نقوم نحن بنخل تلك الشخصية وتنقيتها من جميع عيوبها وهفواتها وأخطائها وخطاياها أيضاً وتحويلها لسوبرمان لا يجاريه أحد في قوته وشجاعته وذكائه وشرفه ونسبه وحسبه ومعجزاته وكراماته لتتراكم تلك الرؤى والإضافات والمحذوفات يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام لتنتج شخصية لا يمكن بأي حال تقليدها والإستفادة منها وتكرار وتطوير تجاربها والبناء عليها لنتقدم خطوة فخطوة إلى أمام فكيف يمكننا بمكان أن نقتدي بكائن ميتافيزيقي خارق للطبيعة ولنظام الكون ولا يخضع في سلوكياته لأي قاعدة إنسانية ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يحيي ويميت ويعلم الغيب والشهادة وما في النفوس وما تقدم وما تأخر عقله هو الوحيد الذي ينشط ويعمل فيما عقولنا ليست سوى إكسسوارات صينية حتى لا تنفع ولا تضر ولا تقدم ولا تؤخر وعلينا أن لانتعب أنفسنا بالتفكير فقد كفانا هذا الهم ولا نحتار في التدبير فهو المدبر ولنخلد كما عقولنا للنوم والسكينة فهو الحي القيوم الساهر علينا والذي لا تأتيه سنة ولا نوم ..
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو اللقاء الأخير الذي أجرته فضائية النيل لايف مع شنودة بابا الكنيسة الأرثذوكسية القبطية والذي كان بحق وأقصد اللقاء معبراً عن واقع غريب ومظلم ماتزال تعيشه فئة دينية في هذا العالم ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين طائفة مسيحية تعيش على المحك في مركز ومعترك الحضارات والثقافات العالمية ورغم ذلك تعيش منكفئة على ترسبات حقب ونفوس وتركيبة عليلة ...
اللقاء جاء بعد تعميم البابا لأوامر تقضي بمنع أي قسيس من الكنيسة من الإدلاء بأي تصريح أو الضهور في لقاء تلفزيوني أو صحفي وقصر الموضوع عليه شخصياً فقط بعد اللقاء الفضيحة للقسيس سويرس مع الكاتبة والناشطة الحقوقية المصرية المسيحية أميرة جمال والذي أظهر كنيسة شنودة في قمة الخزي واللا إنسانية رغم اللعبة التآمرية القذرة من القناة التي رتبت الحوار ..
تفاصيل وملابسات اللقاء السابق :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=220228
وتسجيل اللقاء السابق هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=JuG63CiEH7s&feature=player_embedded

http://www.youtube.com/watch?v=ITNQ8ZJnL8g&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=kJ37KzYhiz4
http://www.youtube.com/watch?v=9OarTYWocks&feature=related
ولندخل في تفاصيل اللقاء التأريخي للبابا التأريخي والأثري :
" إن عملي الأول ومهمتي الأولى هي الإهتمام بالحياة الروحية للناس "
قالها شنودة البابا حينما سئل عن عمله الحقيقي ورغم ذلك فهو يقحم نفسه في القانون والنظام الحضاري للدورة المدنية وحقوق المواطنة والخلافات الزوجية والطلاق والزواج الثاني لكأني به هو وقساوسته وعماله يلقون بأنفسهم في السرير بين الزوج المسيحي وزوجه فهل هذه شؤون الحياة الروحية التي قصدها شنودة البابا ؟
" الشريعة وجدت للسمو بالإنسان "
عبارة شنودة البابا حينما سألته مقدمة البرنامج عن إن كانت الشريعة أو الدين في خدمة الإنسان أم أن الإنسان هو من في خدمة الشريعة أو الدين ولم يجب عن السؤال والطريف أنه لم يفرق بين الدين والشريعة حيث الدين منظومة أخلاقية فيما الشريعة من التشريع والشرعنة والشرعة أي اللائحة المتكونة من مجموعة قوانين تخص البيع والشراء والوراثة والزواج والطلاق والحقوق والحريات والمعاملات بصورة عامة فكانت هنالك شريعة حمورابي وشريعة حقوق الإنسان مثلاً وكلاهما ليس بدين وإن احتوى حقوق وأخلاقيات معاملاتية وحريات ولكن ليس من شأنها السمو بروح الإنسان بالمعنى المباشر والحرفي لأنها تتعامل بأمور قانونية مادية دنيوية بحتة لكن الدين وهو مفهوم أخلاقي واسع يمكنه أن يهدف للسمو والإرتقاء بأخلاقيات الإنسان والمجتمعات لو تم التعامل معه بشفافية وموضوعية وحسن نية وضمير ..
وظل شنودة يلف ويدور خالطاً الحابل بالنابل بطريقة أقرب إلى السفسطة المخلوطة بالسذاجة تارة وبالإستهزاء تارة أخرى دون إعطاء إجابة تخص السؤال لا من قريب ولا من بعيد وفي كثير من الأحيان إن لم نقل في جميعها كان يجيب عن سؤال أو موضوع آخر بكل بساطة وكانت اللامبالات بمواضيع النقاش واضحة ...
حيث كانت عباراته وإجاباته لا ترقى لمفهوم السؤال ولا لمكانته التي يشغلها حيث أن القوانين لا تفصل حسب أهواء الناس ومزاجهم وهي ثابتة لا يمكن المساس بها إلهية مقدسة ونسي أو لربما جهل أن القوانين تسن وفق حاجات المجتمع وتطور حياته ومفاهيمه وهي نسبية بحتة تتجاوب وما يستجد في الحياة من ضروف وتعقيدات وإنتاج لمستجدات والقانون يقبل التعديل وحتى الإلغاء والإستبدال وقد تراعا في بعض القوانين المنظومة الأخلاقية لذلك البلد أو المجتمع دون المساس بالحريات والحقوق الفردية فيصبح القانون تجاوزاً وتعدياً وانتهاكاً للحقوق والحريات بدل حمايتها وتنظيمها وهو الهدف الجوهي من أي قانون اتصف بالسماوية أو بالوضعية كما يحب للبعض التلاعب بالمسميات لغاية في نفوسهم لا غير ...
"الأشرار"
لكأنها كلمة مرادفة لكلمة التكفير واللعن لكل من يخالف شنودة الرأي من مسيحيين أقباط وغير أقباط من كنائس مسيحية مصرية وغير مصرية كلهم أشرار كفار لعنهم الرب وحشرهم في النار وشنودة وحواريوه هم الأنبياء والقديسون الوحيدون في هذا العالم .. منطق تكفيري بامتياز لا يختلف بشعرة عن تكفيريين آخرين من ديانات ومذاهب أخرى وضعوا وفق القانون الدولي والإنساني في لائحة المجرمين والإرهابيين .
ومن الغريب الغريب فعلاً هو تكراره في كثير من الأحيان لتكفير من يقر الزواج الثاني وكذا الطلاق ويعمل به من الكنائس الأخرى وخصوصاً الكنيسة الإنجيلية واعتبارهم يعملون خارج نطاق الإنجيل وتعاليم المسيح والذي يعتبر نفسه الوحيد في هذا الكون من يعلمها ويفهمها ويعمل بها وأما الباقون فرعاع كفرة جاهلون بالمسيح والمسيحية وفي ذات الوقت يحاول مغازلتهم وخداعهم بالقانون الموحد الذي لقي رفض واعتراضات مختلف الأطراف وعلى رأسهم الكنيسة الإنجيلية التي يكفرها عنوة وبشكل متكرر وصريح ومباشر ولا أعرف كيف يبرر لنفسه ذلك ويستهزئ بعقلية غيره يكفرهم من هنا ويريد إقناعهم بقانون موحد للأحوال الشخصية لكل المسيحيين من أتباع كنيسته ومن المسيحيين الكفار الضالين حسب قناعته ويقينه واعتقاده وإيمانه بصريح العبارة وعلى الملأ ...
مادامت كل الكنائس التي هي على غير رأي شنودة في مواضيع الزواج والطلاق هي لا تعتبر ملتزمة بتعاليم السيح وحتى من سبقه من باباوات ومن عاصروه فلنسأله إن لم يكن كل هؤلاء المسيحيين والكنائس ملتزمين بتعاليم المسيح فبما هم ملتزمون إذاً ؟ بأي تعاليم ياترى ؟
تعاليم الشيطان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا ينسى الترديد الببغاواتي الذي يلتزم به هو وقساوسته والمغيبين تحت يديه في كل موقف ومناسبة فيكرر النص المجتزأ من الكتاب المقدس " لا طلاق إلا لعلة الزنا " بعد تجريده من سياقاته ...
كما لا ينسى اختزال الفكر المسيحي وآراء الكنائس المسيحية كلها في رأيه الخاص فشنودة هو ربهم الأعلى و وشنودة هو المسيحيون والمسيحيون هم شنودة فإن قال شنودة قال المسيحيون وإن نام شنودة نام المسيحيون وإن بال شنودة بال المسيحيون وإن تغوط شنودة تغوط المسيحيون وإن مات شنودة مات المسيحيون .. هل هذا منطق عقلاء ؟؟؟؟؟؟؟
آدم وحواء ... ماعلاقتهما بموضوع الطلاق والزواج الثاني ..؟
لا أدري !!!
شيء أقحمه شنودة البابا في معرض النقاش لربما ليحدد الزواج بين اثنين بشكل أبدي ولم يسأل نفسه أن وقتها ووفق النظرية والتأريخ الدينيين لم يكون غير آدم وحواء على الأرض من الجنس البشري ولا أعلم لو كانا تطلقا هل كان سيكون هنالك نسل بشري ومن ستتزوج حواء أو يتزوج آدم وقتها لو كانا تطلقا وفق فلسفة شنودة لربما سيختاران أي حيوان قرد أو بقرة فليس هنالك غير الحيوانات ولا أدري أيضاً ماصلة القرابة وماوجه المقارنة بهذا المثل مع الموضوع .. وهنا وبين الحين والآخر ينطق شنودة بلازمته التأريخية التي ليس لديه غيرها " من يريد أن يتطلق أو يتزوج مدني فليذهب ويفعل ذلك " ويتناسى متقصداً مراوغاً متلاعباً لاعباً على المشاهدين بأن قانون الأحوال الشخصية للأقباط حصر موضوع الطلاق والزواج في الكنيسة ووافقتها كشرط لتعامل المحاكم بالموضوع .. يعني تريد أرنب خذ أرنب تريد غزال خذ أرنب ..
ثم مر على موضوع أدخله في نطاق الإلتباس للجنة التي أعادت صياغة لا كتابة اللائحة المقترحة من شنودة نفسه لو ركزنا لفحوى واتجاه الكلام الصادر منه .. حيث يقول التبس الأمر في الدعوة لعضوية إكرام لمعي وإقصاءه بحجة القصد الخطأ لشخص ثانٍ هو مكرم لمعي وبررها بالخطأ بين الشخصيتين والإسمين بين كاتب وصحفي مهتم بالقضية المسيحية وقسيس بروتوستانتي ولا نعلم لما ثارت ضجة والموضوع لا يعدو التباس واشتباه في الإسم كما يحصل في الدوائر البوليسية والمطارات باعتبار الكنيسة الشنودية مؤسسة تحكم بقوانينها الخاصة لا بقوانين مصر وبالتالي لها بوليس وأمن واستخبارات وجواسيس حتى يندسوا هنا وهناك ويتآمروا على هذا وذاك ويصفوه لو لزم الأمر ولكم كل المجال لتحليل الموضوع وحقيقته من باب والعاقل يفهم ...
الإرث والتبني إسلامياً
لعل هذين الموضوعين لوحدهما وبلسان شنودة البابا معترفاً يكشفان عورة الكنيسة القبطية ويغريان كل ادعاءاتها وحججها الواهية واتهاماتها لغيرها من الكنائس وبالخصوص الكنيسة الإنجيلية بمخالفة وعدم تطبيق تعاليم المسيح ... حيث قال شنودة إننا نطبق قانون الدولة في موضوع الوراثة أي الإرث المستند إلى الإسلام بالكامل لا يطبق قانون التبني لأنه من الأمور التي يعارضها الإسلام ويحرمها رغم أنه موجود في الإنجيل وهنا وفي هاتين الحالتين يتبين بكل وضوح الصفتين الحقيقيتين اللتان تتحرك ضمنهما الكنيسة وشنودة بالتحديد وهما النظرة الذكورية للدين والتشريعات وهذا واضح في حالة الوراثة التي هي من جانب الرجل في النص المعتمد في الإسلام وليس التفسير الموضوعي للإسلام وهو الأعدل لتثبت أنها أي كنيسة شنودة هي نتاج مجتمع ذكوري متخلف وراعية لكل أمراضه ومتشبثة بها وليست نتاج تعاليم السيد المسيح وأخلاقه السامية ..., والجبن والإنهزامية من القوى الباطشة الأكبر سواء كانت حكومة أو دين وهو الإسلام وقدامها لا تصمد تعاليم المسيح ولا التكفير ولا كل الحجج التي يتخفى ورائها شنودة .. فما هو في الإنجيل ويتعارض مع الإسلام القوي لايطبقه شنودة البابا وما هو تحريف مجتزأ من الإنجيل يطبق على المساكين من المسيحيين المستضعفين الذين رمى سوء طالعهم بأناس قست قلوبهم ونزعت منها الرحمة التي بشر بها المسيح كما فعل وأعطى وصفهم في الإنجيل بشكل واضح .
تصنع المظلومية والحكمة
لعل من الوسائل والطرق التي عفى عليها الدهر وأكل وشرب وتقطعت من كثرة ماستخدمت كما تستخدم النعال تلك هي طرق استدرار العطف عبر تصنع المظلومية والإضطهاد والضعف المطعم بالحكمة النادرة والتزام الصمت مثلاً بدل الكلام أو الرد أو الإجابة لا بداعي الحكمة والتأمل لكن لأنه لايملك من شيء ليقوله أو ليجيب به وهذه الأساليب معهودة ومكررة لدى حالات المذاهب والأديان التي تتواجد تحت ضغط كبير أو تسكن خانة الأقلية المغلوبة على أمرها وتحصنها بالناس كدروع بشرية وتجييشهم والعمل الدائب على عزلهم عن الإنخراط في مجتمعاتهم والتعاون والتعامل مع حكوماتهم كمواطنين من الدرجة الأولى ودفعهم حين شعورها بالتهديد للصدامات والمواجهات التي تكون مردوداتها وبالاً عليهم وتشويها لموقفهم الوطني والإجتماعي وتوسيع المسافة والشرخ الحاصل بينهم وبين الحكومة وباقي قطاعات وأديان الشعب وتغذية الروح العدوانية اتجاه الغير والسعي لإثارة الفتن كمثال أن يرسلوا من أتباعهم من يعتدي على أناس من طائفتهم ذاتها في مناسبة ما أو يخرب مركزاً دينياً مثلاً يعود لها أو لغيرها واستحداث آليات للإثراء من جيوبهم باعتبارهم غنائم ومكاسب خاصة بتلك المؤسسة الدينية وهم حق لها تستبيحه متى شاءت .. وهذا كمثال ماحصل ويحصل مع الشيعة في العراق ولبنان ودول الخليج واليمن ومصر كنموذج حديث العهد و" لسه في اللفة "حسب التعبير المصري المحبب ..

وأجد هنا من الضرورة والواجب الإشادة بلباقة وذكاء مقدمة البرنامج التي نجحت بشكل باهر في التعامل مع الشخصية المقابلة وكشفها بشكل مبهر أداءاً ,وشكلٍ مقزز للصورة التي ظهر بها شنودة البابا وهي الصورة الحقيقية أو الأقرب إلى الحقيقة لمن يعمل عقله وقلبه معاً مستنيراً بموضوعية إنسانية تتعالى فوق كل الإنتماءات القومية والدينية والمجتمعية مشرقة ومستشرفة ومتلقية بوعي راقٍ لا يمكن خداعه واستغلال سذاجته والقفز على مبادئه وقيمه الشريفة .. فكانت السيدة المقدمة أنموذجاٍ للمرونة والتحرك الصحفي الذكي فتحية لها ..
كان شنودة البابا بين يدين صحفييتين إعلاميتين نجحتا في التلاعب به واستنطاقه وحتى الضحك عليه وإظهار الشخصية الضعيفة والغبية لمن يتربعون على العروش الدينية المتهالكة خاصة والسياسية عامة في مجتمعاتنا وكيف تجمع ازدواجيات ومتناقضات فيظهر شنودة تارة كطفل بليد متخلف عقلياً وحضارياً وخلقياً وإنسانياً يضحك لتفاهة عقليته وانحدار فهمه وتارة تتصلب عروقه المنخورة وتتجهم أوداجه كحيوان مفترس يهم بنهش لحم ضحاياه لكنه لسوء حظه وحسن حظنا مكشوف لا تنطلي كل ألاعيبه وأكاذيبه وعارٍ لا تستره كل الكتب المقدسة كما لن تطهر آثامه كل الأيات والمزامير التي يحورها ويتلاعب بها أمثاله دون وازع من ضمير كيف لا والإيمان لديهم محض وسيلة وتصنع للوصول لأهداف لا تمت للنزاهة والشرعية والأخلاق والإنسانية بأية صلة كما تدل كل الأفعال والأقوال الصادرة عنه وزبانيته ..
كان اللقاء فضيحة كبيرة ومهزلة لا تصلها كل مهازل الكوميديا مع فنان مستذئب يؤدي دوره الكوميدي السادي الدموي بالفطرة وبالهواية وبكامل الإستمتاع والتذوق الذي دل عليه لعابه الذي يسيل كل لحظة حينما يستذكر ضحاياه فتسيل دموع التماسيح من عينيه في ارتقاء للكوميديا حد المأساة ، مثل صياد العصافير العجوز الذي كان ينصب الشباك فخاخاً بين الأشجار للعصافير مساءاً ويخرج فجراً والجو بارد ليجمعها فكان يسحب العصفور من الشبكة ويكسر جناحيه بخفة وحرفية ويضعه في الكيس وكانت عيناه تدمعان من شدة البرد ، وكان ثمة عصفورين يراقبانه من فوق غصن فيقول الأول للثاني أنظر كم هو رقيق قلب هذا الصياد العجوز الذي يبكي لمصير العصافير .. فيجيبه الثاني يا أخي لا تنظر لدموع عينيه ولكن انظر لعمل يديه ..
ومن الطريف الجدير بالذكر أن كان رد فعل وتعليق من أعرف من المسلمين على مايرونه من الكنيسة القبطية ومن سدنتها ومن شنودة السوبربابا بأن يقولوا بلسان حالهم " من رأى مصائب غيره هانت عليه مصائبه " ..
ولابد لنا أن نختم مستشهدين بكلمة شنودة البابا التي قالها في بداية الحوار كما في نهايته وبعد كل ما تقدم " إن عملي الأول ومهمتي الأولى هي الإهتمام بالحياة الروحية للناس " تمت .

الطلاق الِمسيحي بين هوى النص ودعارة الواقع

لا تتعجل انفعالك أيها المؤمن وافسح من وقتك دقائق لهذه المحاورة الدراسية واحتكم لضميرك المتدين وأخلاقك وإنسانيتك وتجرد من غشاوة التعصب التي يريد البعض أن يحيطوك بها وتعال معي نتحاور بهدوء.
في بداية الأمر سأسألك سؤال بسيطاً لو أخذت منك سيارتك دون موافقتك ورضخت لذلك خوفاً من السارق والذي سيقول اسمح لي باستعارتها منك مقابل مبلغ أو بدونه لكنك في نفسك لست موافقاً على ذلك وكنت لن تسلم بالقبول والسكوت لو كنت تمتلك سلطة أو قوة تفوق السارق المغلف عمله بالإستعارة أو التأجير لما كنت قبلت أن يمسها وليس أن يأخذها وينطلق إلى جهة غير معلومة .. ولك أن تقارن موقف مصر واتفاقيتها مع اسرائيل حول أراضي سيناء التي بقيت اسرائيل مسيطرة ومنتفعة منها لسنين لتعود في نهاية المطاف وتعيدها للمصريين وهم أصحابها الشرعيون وكان توقيع الإتفاق وفق ضروف وضغوطات وتحاشياً لملابسات ولتكرار ماحصل في الماضي من مآس دفع الشعب المصري ثمنها باهظاً من دون طائل ولسنا هنا في محل البحث في هذا الموضوع إنما أريد تقريب صورة وتوضيح فكرة ...
السؤال هنا في حالة السيارة وأراضي سيناء برغم توثيق الحالتين بعقد اتفاقية شفاهي في الأولى وتحريري في الثانية هل كان صاحب السيارة والأرض راضياً بماحصل ؟
هل يعتبر ماحصل في قرارة نفسه ويعلنها حتى بأنه عملية سرقة واغتصاب حق دون وجه شرعي ؟
هل كان المصريون راضين باحتلال اسرائيل أراضيهم واستغلالها كمشاريع تجارية سياحية وصناعية ؟
ألم يكن عملية اغتصاب معلنة ودون حياء ؟
يعتبر الشرفاء وأصحاب الضمير ممن يدينون بالإسلام انطلاقاً من جوهر الإسلام الأخلاقي حسب رأيهم بأن إجبار الفتاة على الزواج بطريقة أو بأخرى بشكل معلن أو ضمني لكن بتوفر صفة عدم الرضا داخلها مع تسليمها بواقع حال وعدم قبولها بالزواج ورضوخها لو تغيرت الضروف ورفعت الضغوطات .. يعتبرون الزواج باطلاً ولا يعدو عملية اغتصاب وزنا ويكون الأبناء الناتجون عن هذا الزواج أبناء سفاح رغم أن عملية الزواج معلنة ومصدقة ومسجلة عند رجل دين ومحكمة وشهود ويمتد بهم لاعتبار حتى الزواج المصالحي دون هدف تكوين أسرة وبناء لحمة مجتمعية إنسانية واستقرار لذات الإنسان بأنه زنا ومتاجرة بجسد المرأة والرجل ..
في سالف الأزمنة كانت العربية قبل مجيء الإسلام حينما تنقطع رغبتها في زوجها لسبب ما وتريد الإنفصال عنه لا تلجأ لمحاكم ومحامين وقوانين دولة وكنيسة تستهلكها مادياً وحياتياً وكرامة وسمعة حتى وما الى ذلك من تبعات وقد تمكنها المحكمة وقد لا من مطلبها بعد وقت طويل قد يمتد سنيناً ولك أن تقدر النتائج السلبية والأضرار المترتبة عن هذه العملية .. نعود للعربية التي ماكان عليها سوى خطوة بسيطة تعبر عن رقي إنساني وأخلاقي يقع ضمن نطاق العرف والذكورة أيضاً وفي زمن يسمى بالجاهلية ولا أعرف لما الجاهلية ولربما تكون ضمن رفض الآخر وإظهار الوحدانية والتفرد المطلق للفكر الخاص والأحقية والإيجابية كلها في سلة العهد الأحدث ورمي كل المساوئ والمصائب والجرائم والكوارث والذنوب على العهد السابق البائد كما يحلو لهم تسميته .. تقوم المرأة العربية الرافضة لزوجها بإدارة الفتحة المدخل لخبائها مخدعها في بيت الشعر الخيمة إلى الجهة الأخرى وحينما يأتي الزوج كعادته إليها ويشاهد ماحصل يعود أدراجه بكل بساطة وينتهي الموضوع لأنه لو تصرف أي تصرف آخر سيلحق به العار في قبيلته وستداس سمعته وكرامته الذكورية القبلية بالأحذية كما هو تعبيرنا اليوم ...
نعود لموضوعنا ولنسأل هذا السؤال :
ألا يعتبر الزواج وفق كل الديانات طقساً روحياً قبل أن يكون جسدياً مادياً وبذلك فهو يتم في المعبد الخاص بتلك الديانة أو أي مكان يتواجد فيه رجل دين أو قد يؤتى برجل الدين للبيت أو مكان عقد القران كما يسمى ؟
يعني أنك تتزوج روحياً بمباركة ربك الذي يتعامل ويخاطب الروح وهي جوهر الإنسان الذي لا يفنى فيما الفناء للأجساد وبالتالي فعقد الإرتباط في الزواج روحي في الأصل قبل الترتيبات المادية الورقية التوثيقية الخاصة .. يعني أن تسجيل الزواج في الكنيسة وحتى في المحكمة المختصة وكل تلك الإجراءات المحيطة بالزواج ماكانت لتحصل لولا العقد الروحي أو التوافق الروحي وبكلام آخر لو لم يتوفر الزواج الروحي والعقد الروحي لبطلت كل تلك الإجراءات جميعاً أليس كذلك ؟
أنا أتكلم ضمن السياق الروحي الحقيقي للعملية كلها ولا أتطرق لإشكاليات النصوص لأننا لو أدخلناها هنا لأصبح أي نقاش وحوار عقيماً كما يحدث ونراه على مواقع النت والفضائيات في مثل هكذا حالات ولذلك فأنا كما سبق وأضحت أتحاور بشكل آخر أبسط وأهدأ وأرقى وبشكل مثمر وإنساني وعقلاني علمي وغير متعصب تماماً ..
لنقترب أكثر من موضوعنا وهو الطلاق المسيحي المستند للنص فقط وفقط النص ولنتناوله وفق ماتقدم ...
يشترط الطلاق المسيحي هذا سبب الزنى كشرط أساسي ووحيد للطلاق والزنا يحدث هنا من أي من الطرفين فيتم الطلاق .. وهذا الموضوع والوضع هنا له وجهان :-
1- أنه يحصر الطرف الراغب في الطلاق في زاوية ميتة بحجج سنأتي لذكرها ويمنعه من حق الطلاق إلا إذا زنى هو أو أتى بدليل زنى الطرف الثاني وكأن أسباب الطلاق واستحالة الحياة المشتركة تتوقف وتتحدد كلها في الزنى رغم وجود طرق ماراثونية مكانية وزمانية لشيء يسمى التفريق وليس الطلاق للعلم وانتبهوا جيداً للتسميات حيث يبقى حال الزواج مستمراً وفق منظور الكنيسة فلا يستطيع الطرفان الزواج كنسياً ثانية كما هو الحال للمطلقين بعلة الزنا .. شلل للحياة .
2- أنه يطلب منك وبشكل ضمني وانت تطلب الطلاق في حال لم يزني الطرف المقابل أو لم تحصل على دليل زناه أن تسلم في نهاية المطاف وتذهب للزنا لتحصل على الطلاق .
هذا من باب نصي أما من باب روحي وهو الأعمق والأكثر حقيقية رغم إسدال ستار التجاهل عليه واعتباره غير موجود ومسالة تجاهلك واعتبارك لشيء موجود أنه غير موجود لا ينفي وجوده ولا يثبت سوى تجاهلك أنت ..
بما أن الزواج عقد روحي والعقد بين طرفين بشهادة الرب هنا ومباركته والعقد الروحي هنا أساس عملية الزواج كلها هنا وبطلانه يعتبر بطلانها وحينما يأتي أحد الطرفين وينسحب من العقد هذا ويقول أنا أنهي العقد الذي بيننا ولم أعد راغباً فيه ولا أريد الإستمرار بهذه الشراكة بتعبير آخر .. وفق العقد الروحي الذي يختص بداخل نفس الإنسان فهو يستند للرغبة والنية والصفاء والقناعة الداخلية اتجاهه فهو يبطل من لحظة الرفض وعدم الرغبة في الإستمرارية وعدم القبول بشراكة الطرف الثاني والإستمرار بها وبالتالي لا يعود لهذا العقد الروحي أية قيمة وهو أساساً معنوي وبالتالي انهياره وانتفاءه بالكامل وهذا يعني زوال الغطاء الروحي وبالتالي الشرعي انطلاق من أنه الأساس ويبطل كل ما يتبعه لو بطل فسيبطل كل الممارسات التي تتجاهل بطلانه فيكون أي تماس بين الطرفين بعد ذلك زنى ونتاج الزنى من أبناء سيكونون أبناء سفاح والمُقدم على العملية هذه ويكون الذكر متجاهلاً رفض الطرف الذي سحب اعترافه بالعقد الروحي وهو الأنثى فيكون زانياً والأنثى ضحية اغتصاب بكل ماتعنيه الكلمتان من معنى ديني وعرفي وقانوني وإنساني انطلاقاً من قاعدة المقدمة أعلاه ...
وهنا في هذه الحالة والكلام موجه لكل مؤسسة دينية تنهج هذا النهج نرى تحولاً دراماتيكياً لمؤسسة دينية يفترض بها تنظيم المجتمع ونشر الأخلاق والفضائل فيه عبر حث الناس ضمن خطابها الروحي نراها تتحول لراعية للرذيلة تقف حاجزاً في طريق الناس الطالبين لحقهم الإنساني في حياة جديدة عبر تجربة جديدة في النور وبشكل قانوني أو على أقل تقدير التحرر والخلاص من مأزق خانق ومدمر يعيشونه كحكم مؤبد مع الأشغال الشاقة وهدر الكرامة ومسخ الإنسانية للعيش في حياة طبيعية ...

نأتي هنا لعذر أو أعذار أو حجج المتمسكين بالنص المختلف على فهمه أساساً والذي تنصلت من ملابساته جميع الكنائس إلا واحدة .. وهذه الحجج هي :-
1- الإلتزام المتزمت والمتحجر بالنص بشكل غير قابل للنقاش والحوار باعتبار أي مساس بالنص يعتبر خروجاً على الدين كله ودخولاً في الكفر ومايترتب على ذلك من مترتبات ولا أعرف إن كان هذا كفراً فلماذا لا يقوم المتمسك بالنص هنا وكأنه الرب ذاته ولا أتصور الرب متزمت أعمى لأنه يعلن تسامحه ورعايته للإنسان حتى المخطئ ، لماذا لا تعلن الكنيسة هذه والبابا هذا تكفير كافة الكنائس الأخرى التي لا تدين بما يدين به في هذا المجال .. ؟
هل يخشى منهم ؟
هل يخشى انقطاع الروابط معهم والإمدادات المعينة الموازية لهذه الروابط ؟
هل يخشى عداء الدول التي تنتمي لها تلك الكنائس ؟ فيما لا يخشى المسيحيين الضعفاء من رعاياه ؟
وإن كان منطق الحق موجوداً فهل يقال في مكان ولا يقال في مكان آخر وفق المصالح ؟.
2- الحفاظ على الأسرة من التفكك ولا أضنها حجة مقنعة ولي ولمن يشاركني هذا الرأي أسبابنا الحقيقية والبديهية في ذات الوقت ..
أ‌- أي أسرة تكون تلك التي يجبر فيها الطرفان أو يجبر فيها طرف الطرف الآخر على العيش معه دون رغبته في إقامة جبرية وعلاقة جبرية ؟
ب‌- أي أسرة وهي الطرفين هنا تستطيع تربية وتنشأة أبناء أصحاء في هذا الجو المريض ؟
ت‌- أي أسرة تستطيع رعاية وامنح المجتمع أجيالاً يرون مايرون من حياة والديهم وأي أسر سينشؤنها لو وأقول لو فكروا في الإرتباط وتكرار تجربة والديهم ؟
ث‌- أي مجتمع سيكون حينما تكون الخلية المجتمعية وهي الأسرة هنا بهذا الشكل من التفكك والعداء والتسلط والظلم ؟
ج‌- هل سينتج طرفين أحدهما أو كلاهما مظلوم والآخر ظالم أجيال تؤمن بالعدالة والحق وتسعى لبناء مجتمع يقوم على العدالة والحق وليس على التسلط ؟
ح‌- أي أسرة يتحججون بحمايتها إلا إن كانوا يتكلمون عن الأسرة وفق مفهومهم لها هم وحدهم وهي بالشكل الذي أوردنا زواياه ووجهه المظلمة والمريضة وهي بذلك شكل ممسوخ مشوه للأسرة وللمجتمع لا يهدف الساعي لتحقيقه وحمايته من التغيير نحو الأحسن والأفضل إلا إنسان متخلف لا يستطيع العيش وسط مجتمع صحيح واع .. وإنما يريده ذكوري متسلط مغتصب منتقم سادي منتهك لا أخلاقي دستوره يسكنه الزنا المغلف بالفضيلة والنص ؟
خ‌- هل الذي يتحجج بالحرص على الأسرة حريص فعلا على هذه الأسرة ؟ لا أتصور ذلك ولا يتصوره معي كل ذي عقل وضمير وأخلاق ودين .
ويرد في بالي أحد أهم منافذ الطلاق والتخلص من هذا الحال وهو تغيير الدين ولا أقول الملة لأن موضوعها تمت محاصرته والتواطؤ فيه عبر الترهيب والترغيب للآخرين لسد منفذ الخلاص هذا نهائياً ليبقى منفذ إشهار الإسلام والتحرر من الموضوع كله ومن أمراضه وانتهاكاته ..ياترى لماذا لا نسأل أنفسنا هذا السؤال وهو لما لم تتحرك الكنيسة المتسلطة هنا اتجاه إغلاق هذا المنفذ ؟
الجواب مما تقدم معروف جداً وهو أنها لا ولن تستطيع لأنها أضعف من أن تواجه الإسلام والمسلمين ودستورهم وقوانينهم وفوق ذلك القاعدة المتطرفة الموجودة لديهم وهي الأخطر والأشد تخويفاً لكنيسة وسلطة دينية متسلطة لا ترحم ذلك أنهم سيخسرون بذلك كل شيء كل مصالحهم وسلطانهم وحتى حياتهم ليبقى منفذ الإسلام هو الوحيد الوحيد ..
ويدور هنا سؤال كدبور كبير ضخم .. أتفضل الكنيسة تحول المسيحيين من ديانتهم المسيحية إلى الإسلام كطريق للخلاص ..؟ أم التسامح معهم ومعاملتهم بشكل إنساني وترك أساليب القرون الوسطى والعهود المظلمة ؟
أتفضل أن يتحول المسيحي إلى كائن يغير وجهه ويبدل جلده في كل مرة يواجه مشكلة ما من هذا النوع وغيره ؟
هل خسرت الكنائس والدول مواطنيها ومؤمنيها حينما تعاملوا معهم بتسامح يمليه الرب والدين عليهم أم تحولوا لمجتمعات لا تفكر ولو للحظة بالتخلي عن إيمانها رغم ملابسات الحضارة والحياة والمجتمع ؟
سيثير كلامي هذا حنق وعداء وشتائم واتهامات الكثيرين مثلما سيثير ويوقظ ضمير آخرين لربما ومن الأكيد أكثر منهم ليطرحوا على أنفسهم قبل الكنيسة كل تلك الأسئلة وأكثر وسيرتفع من ينادي بمحاسبة كل من يحتقر إنسانية الإنسان ويتاجر به في سوق التفرقة الجنسية لضمان ولاء ذكر سافل يرضى بانتهاك أنثى والتسلط عليها وسجنها باسم الرب وتحويلها لخادمة وكائن تفريغ جنسي وعقدي مريض ..
هذا إذا لم ننسى أو نتناسى طبقة من هؤلاء وهي ليست بالقليلة ممن لاتسمح له كرامته لوكانت لديه كرامة بالموافقة على الطلاق من زوجته بدل تعليقها هكذا وجعلها ألعوبة بين المحاكم من جهة وضروف الحياة والمجتمع المتخلف من جهة أخرى فيما تسمح له كرامته الغالية العتيدة بأن تتجه زوجته لتعاشر غيره من الرجال فيما ماتزال تحمل اسمه تارة بغض النظر وتارة بعلمه وحتى بموافقته مقابل بقائها معه أمام الناس وبقائه هو ملتصقاً بحذائها كصرصار نافق حتى يظهر أمامهم ذاك الأسد الذي لم ترفضه امرأة ليكون أنموذجاً صارخاً لمجتمع مخصي بلا كرامة ولا شرف وهو أقل مايمكن قوله في هكذا حالات ..
أي مجتمع نعيشه وأي مجتمع نطمح للعيش فيه وأي مجتمع وأجيال نصنعها وأي فضائل وأخلاق وصحوة ضمير نطمح أن نراها في شارعنا ومدارسنا ودوائرنا وشركاتنا وأسواقنا وبيوتنا قبل كل ذلك ؟
هل نريد العيش في مجتمع تعمل مؤسسته الدينية وعرفه الإجتماعي المتحالف مع عرف ديني مشوه على تغليف وتلطيف صورته ليبدوا مجتمعاً مؤمناً طيباً متسامحاً ينشد الفضيلة والأخلاق الرفيعة والتسامي فوق كل السلبيات والخطايا .. لكنه في حقيقته لا يعدوا عن مجتمع ومؤسسات قوادين لاغير..؟!؟!؟!؟!