( دراسة في حقيقة الحجج التي تحتمي ورائها الكنيسة القبطية لتحريم الطلاق والزواج الثاني )
إن من يعتقد أن منطلقات الكنيسة القبطية لتحريم الطلاق والزواج الثاني هي منطلقات دينية محضة يكون قد ابتعد عن أصل الحقيقة وأسبابها وإن الإحتماء والإختباء وراء النصوص وهي غير موجودة أصلاً حسب دراستنا وقراءاتنا للكتاب المقدس بالصورة التي يقدمونها ( كما يتم استغلال القرآن كمثال لدى المتطرفين الإرهابيين ) والعبارة الواحدة التي يرددونها ويركزون عليها وهي مجتزأة من آية تم اقتطاعها وتحويلها لقانون وأبسط دليل على هذا أن الكتاب المقدس لم يكررها ويؤكد عليها صراحة في أماكن أخرى كما يجب أن يحصل مع موضوع مهم كهذا ونراه يتكلم عن الزواج والطلاق بشكل حكيم منفتح متسامح وبديهي كما هو أي قانون مدني تطبقه بلدان المعمورة ذلك أن الزواج والطلاق ناموس إنساني وتجربة بناء أسرة هي نواة المجتمع وحين تفشل تجربة هنا لا نصر عليها كالحمقى والمرضى النفسيين الذين يصرون على الخطأ مع علمهم به ويتشبثون به بشتى الوسائل والمبررات , بل نحرر الطرفين ليعيدا التجربة وفق عقلية أنضج وأكثر حساسية وتركيز حتى لا نخسرهما كفردين ونشوه ما نتج وسينتج منهما من أبناء يكونون نواة أمراض مجتمعية وأفراداً سلبيين كما كان أبواهما بسبب ماكانا يعانيان منه من إكراه وفرض لواقع يرفضانه أو يرفضه أحدهما ويرغمه ويصر عليه الثاني .. وحتى لا نتيح الفرصة لأحدهما حينما يكون انتهازياً مهووساً مستغلاً ومنحرفاً ليستغل الطرف الثاني ويستبيح حقوقه ووجوده وكيانه الإنساني ويدوس كرامته متحصناً بسلطة النص الديني التحريمية التي منحناه إياها بلا وجه حق ولا قانون ولا شرع فنكون شركاءه في كل الجرائم التي يرتكبها مع سبق الإصرار والترصد ..
ولكن الكنيسة والقائمين عليها ينطلقون من نظرتهم للجنس كفعل متدنٍ وإلى المرأة ككائن دنسٍ مدنس يتم فيه التفريغ الجنسي ثم ينبذ ويستعبد ويذل ويستغل وتسلب جميع حقوقه الإنسانية دون أن يكون له حتى حق الإعتراض والإستنكار وحتى الشكوى مما يمارس ضده فكيف بك والمطالبة بحق من حقوقه الإنسانية .. ورغم أن الكنيسة تدعي أحقيتها في إجراءات الزواج كحق مطلق لا يجب لأي قانون أو حكومة أو جهة قانونية المساس به حتى لو كانت من المجتمع القبطي ذاته , وبالتالي عدم إقرارها بممارسة الزواج باعتباره ارتباطاً إنسانيا وشراكة ووسيلة لاستمرارية النسل البشري وبالتالي هو موضوع دنيوي بحت لكنها تعتبره سراً من أسرار الكنيسة أي خلط بين نظرتين وازدواجية بالغة الخطورة ذلك أنك إما أن تعتبر الزواج ضرورة حياة ووسيلة مشروعة لشرعنة الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة بمعنى مبسط باعتبارها حاجة وضرورة وحق كما تناول الغذاء والماء من ناحية قانونية وإنسانية متداخلة وإنشاء لأسرة هي نواة مجتمع من ناحية اجتماعية مع عدم تغييب الجانب الوجداني وهو الجوهر الكبير من ناحية عاطفة ومشاعر إنسانية ، أو تعتبره طقساً دينياً كما الصلاة والصوم والتعميد وبالتالي تدخله بكل وجوهه وممارساته وتداعياته في قالب طقوسي تقديسي تسطيحي وتغييبي للإرادة الإنسانية والسلوكية والذاتية والخصوصية للفرد الإنساني أنثى كان أم ذكر ليتم تحويله كإنسان آلي تقول له ماهو مسموح وماهو غير مسموح من وجهة نظر الكنيسة ( كما يفعل من يخرج علينا ممن يسمون أنفسهم رجال دين مسلمين ببدع تحريمية تخترق وتنتهك حرمة وسرية العلاقة بين الزوجين بمنع هذا ومنع ذاك من الممارسات الجنسية المتبادلة ) التي تتكلم باسم الرب وتنطق بلسان الدين من ممارسات خاصة هي حق وحق حصري للزوجين ابتداءاً بمشاعرهما وزواجهما انتهاءاً باستمرار علاقة أو تجربة الزواج أو إنهائها وفق رؤيتهما وضروفهما أو أحدهما كما هو حال أي نشاط مشترك باعتبار الزواج عقد مشاركة وشراكة وشركة بالمعنى المبسط والحقيقي الذي عمل ويعمل البعض من هنا وهناك وباسم المقدس والعرف على جعلها شراكة من طرف واحد يحصد الأرباح ويجرد الثاني من كل شيء في مسرحية سوداوية الغائب الوحيد فيها هو العدالة فقط ويا له من غائب مغيب قسراً ...
ومن المباديء التي تؤمن وتعمل بها الكنيسة القبطية الذكورية هو مبدأ ذكوري قديم الباع ألا وهو مبدأ الإستئثار فكما تعمل الكنيسة بكل مالديها من طاقة للاستئثار والسيطرة على جميع الأقباط وأن لا يفلت منهم أحد سوى لو اضطروه لتغيير دينه طلباً للنجاة من هذه المحمية المستباحة في مجاهل الأدغال الإفريقية فيعتبر حينها شيطاناً وكلباً كان متنكرا في هيئة مسيحي قبطي وتم التخلص منه بمشيئة الرب تلاحقه اللعنات المجتمعية والدينية في الدنيا حتى يوم القيامة وفي الآخرة حكماً ملعوناً مؤبداً مع الأشغال الشاقة وبالمعنى الحرفي الذي تقدم دون مبالغة وربما كنت أخفف من وطئت الصورة .. أقول كما الكنيسة القبطية مستأثر بالأقباط ملتصقة بهم في كل شيء كحشرة القراد التي تتشبث بضحيتها بمخالبها الحشرية الحادة ناشبة أسنانها فيه ماصة دمه حتى آخر قطرة لتفارقه بعدما يفارق هو الحياة كمن يسلم العهدة أو الذمة الموكلة إليه .. كذلك هي مستأثرة بتفاصيل حياة الإنسان القبطي وبشكل حرفي ومقزز من مبدأ الأحقية الملكية ولربما وبشكل معين قد يمارس بعض القسيسين مبيحين لأنفسهم انطلاقاً من هذا المبدأ المغلف بالقدسية ممارسة حق الليلة الأولى الوثني الإستبدادي القبيح لو سنحت الفرصة وهي تسنح في أحيان يتم اصطيادها بشكل مستذئب كما ممارسات أخرى سنأتي إلى ذكرها معبرة عن واقع متخلف وشاذ لا يتناسب مع عصر ووعى الناس فيه لحقوقهم وحرياتهم الفردية وقوانينهم ونظمهم وما كانوا قد نبذوه إلى غير رجعة من أزمنة العبودية المظلمة بكل قباحتها وأدرانها ومومياءاتها المتفسخة التي تستدعى بين الحين والآخر لعالم العلم والعقل لا لإجراء التجارب عليها وتفحص أسباب موتها لكن لتمارس هي تجاربها ومواهبها المتعفنة فيهم وعليهم كما هي على الناس الذين رمت بهم تصاريف الزمن الرديئة تحت نيرها الذي لا يرحم ...
أقول تتم عملية الإستئثار هذه باستباحة كافة قضايا الفرد الشخصية بداعي الرعاية والإهتمام والإصلاح والمساعدة والمباركة ونتيجة الخشية من افتضاح واقع الجهل المتأصل في طبقة الأصنام الحديثة هذه فقد تم الإستعانة بعمليات تجميلية لإضفاء صفة الحداثة والعلم والتقدمية فنراهم يقحمون مستشارين متدينين متصنعي علم واختصاص في مجالات متعلقة بالأسرة والعلاقات الزوجية كمستشارين نفسيين واجتماعيين ليوظفوا العلم لخدمة الخرافة العلم لخدمة الكنيسة ومهاتراتها وطموحها المريض بدل تطويعه لخدمة الناس بكل بساطة وبلا مسرحيات الكهنة وسقطاتهم الغرائبية التي تصور الكون كله والحضارة والعلم والعلماء ومبتكراتهم واكتشافاتهم وهم يدورون في فلك حول الكنيسة بشكل قدري لا مناص ولا خلاص منه شيء هو من سجية الحياة وفطرتها .. الحياة و فطرتها وغايتها وغائيتها كلها وجدت لخدمة الكنيسة ونزوات متسلطيها ومرضاها النفسيين كل شيء في هذا الكون أنت وأنا أزواجنا أبنائنا ممتلكاتنا كلها متعة لشرههم وشهواتهم وحروبهم الصليبية المقدسة ولسنا سوى لعب خلقت ليتسلوا بها في عالم يصنعونه ويديرونه بعقلياتهم الفلكلورية الجبارة الخارقة للعادة والطبيعة السوبرمانات السوبرباباوات السوبرمصائبيات ... تصورهم وفعلهم هذا كما يستعين الجلادون والقتلة والمخادعون والنصابون والديكتاتوريون والمنبئون بوسائل وتكنولوجيا العلم الحديث حتى لا ينعتوا بالرجعية والتخلف وبدل نشل جيب فرد واحد نسرق رصيد بنك كامل ولا نترك أثراً يدل علينا ولا يشك أحد بنا وبدل تغييب فرد أو مجموعة أفراد في غياهب ودوامات ميتافيزيقية تسلبهم إنسانيتهم لنغيب أمة وليبارك الرب العلم والحضارة وليذهب الكفار والشياطين الذين يصنعوهما , عبر الفكر المستنير الذي لا يمرر عليه نصب النصابين ودجل الدجالين وخرافات المصابين بالخرف الحضاري والإنساني ،إلى الجحيم ... منطق ديني مطلق وناجح ..
قد يستفز مسمى وتشبيه العلم لخدمة الخرافة أوالكنيسة البعض وقبل أن يغضب ويثور لأوضح رأيي ورؤيتي وحقيقة الأمر .. الدين منظومة أخلاق معينة ومحاولة لإحداث تغيير أو هكذا يفترض لتحسين شكل الحياة في زمن ومكان ما من واقع سيء لواقع أفضل وحينما يأتي البعض ليأخذ الشكل الخارجي والصورة الشخصية لهذه المنظومة الأخلاقية والقيمية ليجعلوها واجهة مؤسسة ومؤسسات تظهر شيء وتخفي أشياء وكل مؤسسة يهدف صاحبها لتحقيق الأرباح والأخلاق والمباديء والقيم ليست للبيع والشراء وتحقيق الأرباح فيقوم بوضعها كماركة يعبيء صندوق منتجاتها بالخرافة والعرف والتقاليد ويجبر الناس على شرائها تارة بالترغيب والدعاية وتارة بالترهيب وشتان بين المنطقين البداية الشريفة والنهاية القذرة لا يجتمعان أبداً مهما مورست ألاعيب المتاجرين ...
نعود لموضوعنا ...
ومن منطلق النظرة المتدنية هذه للزواج وللطرف الضعيف فيه وهي المرأة وفق مقاييس هكذا مجتمعات سيتم استغلال الأنثى بشكل يتلائم مع هذه النظرة البدائية ومن باب القدسية والمباركة وطرد الأرواح الشريرة التي ليست سواهم وما نتج من أفعالهم فسيتم ممارسة حق الليلة الأولى أو الليلة الإضطرارية أو الليلة الإستغلالية بشكل محور مرن يتناسب والحدث الضرفي وما هو متاح تحت مخدر الخضوع لهالة القداسة المباركة لرجل الدين ابتداءاً أو لحل مشكلة ناتجة بشكل عرضي يتلافاها في تلك الليلة ويعالجها جنسياً أو ضمن الحالة المنعية للطلاق واستغلال الزوجة وهي تدخل الكنيسة وتلجأ لها كمخلص جاهلة أو متجاهلة أنها سبب المشكلة والمسبب الرئيسي لها فتسحب أقدامها للفخ ومن هذه الحالات ما تسربت تسجيلات صورية وفيديوية لها لعلاقات أقامها القساوسة مع سيدات متزوجات من عوائل معروفة استطاعوا استدراجهن لسبب أو لآخر ومن ثم تصويرهن لإبتزازهن لو امتنعن عن تكرار التجربة ... هذا إذا لم نأخذ في الحسبان الحالات داخل أسرهم أنفسهم وما يحصل فيها من ممارسات شاذة لا مجال للخوض فيها ...
والكنيسة كما شبيهاتها من أديان أخرى سابقة أو لاحقة أو ماتبقى منها تغري الرجل ليتسلط على المرأة ليبقى مؤيداً وتابعاً لها لما توفره له من غطاء لسلوكه القمعي الإجرامي الذي يطبع ممارساته نحو المرأة لتتسلط هي بالتالي عليه وعلى الكل عموماً من منطق فرق تسد ملقحة إياه بسياسة العصا والجزرة مع بهارات أفيونية مخدرة في جو من المقدس ...
إن حس التملك والإستئثار الذي يعامل المرأة بالخصوص وتعامل الكنيسة رعاياها كافة به عموماً هو بقايا سلوك الراعي والقطيع لكن مع فرق بسيط ينقص السلوك هذا هو عدم الحرص على القطيع مع اعتراضنا على نظرية الرؤية القطيعية هذه وستجدها في النصوص التي يستخدمونها لا على على سبيل التعبير والحكمة بل بشكل توضيح وتصريح لحقيقة واقعة ...
إن إشاعة وتأصيل وتنمية هذه النظرة البدائية هي ضرب للعقلية وإحداث الشلل في الوعي لمفردات ومكونات المجتمع وتعقيمه ليصبح غير قاد على إنجاب أدوات للتغيير بفعل التراكمات السلبية الهائلة التي تلقي بها فوق خلاياه الدماغية للحد من نشوء أي فكرة أو أفكار مغايرة فيتحول المجتمع لمجموعة من الأفراد المغيبين يضدهد بعضهم بعضاً وتتسلط عليهم مؤسسة ترعى اضطهادهم وتنميه وتحافظ عليه ...
إن مانتناوله هنا من جانب مهم للنظرة البدائية المتدنية للزواج وللمرأة وحتى لا نكون أو نعتبر متحاملين على جهة ما فنقول هنا أنها ليست حكراً على من نتكلم عنهم إنما هي موجودة في جميع الأديان بلا تفريق لكنها حالات تعرضت لما يشبه الإندثار في كثير من وجوهها وليس جميعها بسبب سطوة الحضارة وتطور الحياة وانفتاح العالم على بعضه لكنها في حالة كنيسة قداسة شنودة البابا ماتزال تعيش أو تريد أن تعيش عصرها الذهبي دون مبالاة لا للقوانين المدنية ولا للسلطات الحكومية والقضائية ولا لتطور وعي المجتمعات مهما كان مستواها أو اعتبر في جوانب منه متخلفاً وأكبر دليل تعالي أصوات من أماكن وجهات مختلفة من داخل هذا الواقع ماكان لها أن تظهر في زمن سابق لا بهذا العدد ولا بهذا الشكل والأسلوب ولا بتلك القوة والشجاعة والجرأة على المعارضة الفعالة ورغبة التغيير ...
إن حقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم وإن من يقف بوجه مد التطور الحياتي والمجتمعي والثقافي مهما كان لابد له أن يجرف ويسكن الحفر ليغرق ويتحلل فيها ويطويه الزمن والتاريخ ولا يعود أو يتبقى من ذكره لربما سوى اللعنات على ما جنته يداه من خطايا في حق الأجيال من بشر احترقت حياتهم وحياة أبنائهم لقاء نزوات مريضة ونظرة ضيقة جداً ومتخلفة ورجعية وعدم مبالاة ولا مسؤولية في التعامل مع قضايا الإنسانية ...
وليعش الإنسان قيمة وكرامة ومعنى ...
إن من يعتقد أن منطلقات الكنيسة القبطية لتحريم الطلاق والزواج الثاني هي منطلقات دينية محضة يكون قد ابتعد عن أصل الحقيقة وأسبابها وإن الإحتماء والإختباء وراء النصوص وهي غير موجودة أصلاً حسب دراستنا وقراءاتنا للكتاب المقدس بالصورة التي يقدمونها ( كما يتم استغلال القرآن كمثال لدى المتطرفين الإرهابيين ) والعبارة الواحدة التي يرددونها ويركزون عليها وهي مجتزأة من آية تم اقتطاعها وتحويلها لقانون وأبسط دليل على هذا أن الكتاب المقدس لم يكررها ويؤكد عليها صراحة في أماكن أخرى كما يجب أن يحصل مع موضوع مهم كهذا ونراه يتكلم عن الزواج والطلاق بشكل حكيم منفتح متسامح وبديهي كما هو أي قانون مدني تطبقه بلدان المعمورة ذلك أن الزواج والطلاق ناموس إنساني وتجربة بناء أسرة هي نواة المجتمع وحين تفشل تجربة هنا لا نصر عليها كالحمقى والمرضى النفسيين الذين يصرون على الخطأ مع علمهم به ويتشبثون به بشتى الوسائل والمبررات , بل نحرر الطرفين ليعيدا التجربة وفق عقلية أنضج وأكثر حساسية وتركيز حتى لا نخسرهما كفردين ونشوه ما نتج وسينتج منهما من أبناء يكونون نواة أمراض مجتمعية وأفراداً سلبيين كما كان أبواهما بسبب ماكانا يعانيان منه من إكراه وفرض لواقع يرفضانه أو يرفضه أحدهما ويرغمه ويصر عليه الثاني .. وحتى لا نتيح الفرصة لأحدهما حينما يكون انتهازياً مهووساً مستغلاً ومنحرفاً ليستغل الطرف الثاني ويستبيح حقوقه ووجوده وكيانه الإنساني ويدوس كرامته متحصناً بسلطة النص الديني التحريمية التي منحناه إياها بلا وجه حق ولا قانون ولا شرع فنكون شركاءه في كل الجرائم التي يرتكبها مع سبق الإصرار والترصد ..
ولكن الكنيسة والقائمين عليها ينطلقون من نظرتهم للجنس كفعل متدنٍ وإلى المرأة ككائن دنسٍ مدنس يتم فيه التفريغ الجنسي ثم ينبذ ويستعبد ويذل ويستغل وتسلب جميع حقوقه الإنسانية دون أن يكون له حتى حق الإعتراض والإستنكار وحتى الشكوى مما يمارس ضده فكيف بك والمطالبة بحق من حقوقه الإنسانية .. ورغم أن الكنيسة تدعي أحقيتها في إجراءات الزواج كحق مطلق لا يجب لأي قانون أو حكومة أو جهة قانونية المساس به حتى لو كانت من المجتمع القبطي ذاته , وبالتالي عدم إقرارها بممارسة الزواج باعتباره ارتباطاً إنسانيا وشراكة ووسيلة لاستمرارية النسل البشري وبالتالي هو موضوع دنيوي بحت لكنها تعتبره سراً من أسرار الكنيسة أي خلط بين نظرتين وازدواجية بالغة الخطورة ذلك أنك إما أن تعتبر الزواج ضرورة حياة ووسيلة مشروعة لشرعنة الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة بمعنى مبسط باعتبارها حاجة وضرورة وحق كما تناول الغذاء والماء من ناحية قانونية وإنسانية متداخلة وإنشاء لأسرة هي نواة مجتمع من ناحية اجتماعية مع عدم تغييب الجانب الوجداني وهو الجوهر الكبير من ناحية عاطفة ومشاعر إنسانية ، أو تعتبره طقساً دينياً كما الصلاة والصوم والتعميد وبالتالي تدخله بكل وجوهه وممارساته وتداعياته في قالب طقوسي تقديسي تسطيحي وتغييبي للإرادة الإنسانية والسلوكية والذاتية والخصوصية للفرد الإنساني أنثى كان أم ذكر ليتم تحويله كإنسان آلي تقول له ماهو مسموح وماهو غير مسموح من وجهة نظر الكنيسة ( كما يفعل من يخرج علينا ممن يسمون أنفسهم رجال دين مسلمين ببدع تحريمية تخترق وتنتهك حرمة وسرية العلاقة بين الزوجين بمنع هذا ومنع ذاك من الممارسات الجنسية المتبادلة ) التي تتكلم باسم الرب وتنطق بلسان الدين من ممارسات خاصة هي حق وحق حصري للزوجين ابتداءاً بمشاعرهما وزواجهما انتهاءاً باستمرار علاقة أو تجربة الزواج أو إنهائها وفق رؤيتهما وضروفهما أو أحدهما كما هو حال أي نشاط مشترك باعتبار الزواج عقد مشاركة وشراكة وشركة بالمعنى المبسط والحقيقي الذي عمل ويعمل البعض من هنا وهناك وباسم المقدس والعرف على جعلها شراكة من طرف واحد يحصد الأرباح ويجرد الثاني من كل شيء في مسرحية سوداوية الغائب الوحيد فيها هو العدالة فقط ويا له من غائب مغيب قسراً ...
ومن المباديء التي تؤمن وتعمل بها الكنيسة القبطية الذكورية هو مبدأ ذكوري قديم الباع ألا وهو مبدأ الإستئثار فكما تعمل الكنيسة بكل مالديها من طاقة للاستئثار والسيطرة على جميع الأقباط وأن لا يفلت منهم أحد سوى لو اضطروه لتغيير دينه طلباً للنجاة من هذه المحمية المستباحة في مجاهل الأدغال الإفريقية فيعتبر حينها شيطاناً وكلباً كان متنكرا في هيئة مسيحي قبطي وتم التخلص منه بمشيئة الرب تلاحقه اللعنات المجتمعية والدينية في الدنيا حتى يوم القيامة وفي الآخرة حكماً ملعوناً مؤبداً مع الأشغال الشاقة وبالمعنى الحرفي الذي تقدم دون مبالغة وربما كنت أخفف من وطئت الصورة .. أقول كما الكنيسة القبطية مستأثر بالأقباط ملتصقة بهم في كل شيء كحشرة القراد التي تتشبث بضحيتها بمخالبها الحشرية الحادة ناشبة أسنانها فيه ماصة دمه حتى آخر قطرة لتفارقه بعدما يفارق هو الحياة كمن يسلم العهدة أو الذمة الموكلة إليه .. كذلك هي مستأثرة بتفاصيل حياة الإنسان القبطي وبشكل حرفي ومقزز من مبدأ الأحقية الملكية ولربما وبشكل معين قد يمارس بعض القسيسين مبيحين لأنفسهم انطلاقاً من هذا المبدأ المغلف بالقدسية ممارسة حق الليلة الأولى الوثني الإستبدادي القبيح لو سنحت الفرصة وهي تسنح في أحيان يتم اصطيادها بشكل مستذئب كما ممارسات أخرى سنأتي إلى ذكرها معبرة عن واقع متخلف وشاذ لا يتناسب مع عصر ووعى الناس فيه لحقوقهم وحرياتهم الفردية وقوانينهم ونظمهم وما كانوا قد نبذوه إلى غير رجعة من أزمنة العبودية المظلمة بكل قباحتها وأدرانها ومومياءاتها المتفسخة التي تستدعى بين الحين والآخر لعالم العلم والعقل لا لإجراء التجارب عليها وتفحص أسباب موتها لكن لتمارس هي تجاربها ومواهبها المتعفنة فيهم وعليهم كما هي على الناس الذين رمت بهم تصاريف الزمن الرديئة تحت نيرها الذي لا يرحم ...
أقول تتم عملية الإستئثار هذه باستباحة كافة قضايا الفرد الشخصية بداعي الرعاية والإهتمام والإصلاح والمساعدة والمباركة ونتيجة الخشية من افتضاح واقع الجهل المتأصل في طبقة الأصنام الحديثة هذه فقد تم الإستعانة بعمليات تجميلية لإضفاء صفة الحداثة والعلم والتقدمية فنراهم يقحمون مستشارين متدينين متصنعي علم واختصاص في مجالات متعلقة بالأسرة والعلاقات الزوجية كمستشارين نفسيين واجتماعيين ليوظفوا العلم لخدمة الخرافة العلم لخدمة الكنيسة ومهاتراتها وطموحها المريض بدل تطويعه لخدمة الناس بكل بساطة وبلا مسرحيات الكهنة وسقطاتهم الغرائبية التي تصور الكون كله والحضارة والعلم والعلماء ومبتكراتهم واكتشافاتهم وهم يدورون في فلك حول الكنيسة بشكل قدري لا مناص ولا خلاص منه شيء هو من سجية الحياة وفطرتها .. الحياة و فطرتها وغايتها وغائيتها كلها وجدت لخدمة الكنيسة ونزوات متسلطيها ومرضاها النفسيين كل شيء في هذا الكون أنت وأنا أزواجنا أبنائنا ممتلكاتنا كلها متعة لشرههم وشهواتهم وحروبهم الصليبية المقدسة ولسنا سوى لعب خلقت ليتسلوا بها في عالم يصنعونه ويديرونه بعقلياتهم الفلكلورية الجبارة الخارقة للعادة والطبيعة السوبرمانات السوبرباباوات السوبرمصائبيات ... تصورهم وفعلهم هذا كما يستعين الجلادون والقتلة والمخادعون والنصابون والديكتاتوريون والمنبئون بوسائل وتكنولوجيا العلم الحديث حتى لا ينعتوا بالرجعية والتخلف وبدل نشل جيب فرد واحد نسرق رصيد بنك كامل ولا نترك أثراً يدل علينا ولا يشك أحد بنا وبدل تغييب فرد أو مجموعة أفراد في غياهب ودوامات ميتافيزيقية تسلبهم إنسانيتهم لنغيب أمة وليبارك الرب العلم والحضارة وليذهب الكفار والشياطين الذين يصنعوهما , عبر الفكر المستنير الذي لا يمرر عليه نصب النصابين ودجل الدجالين وخرافات المصابين بالخرف الحضاري والإنساني ،إلى الجحيم ... منطق ديني مطلق وناجح ..
قد يستفز مسمى وتشبيه العلم لخدمة الخرافة أوالكنيسة البعض وقبل أن يغضب ويثور لأوضح رأيي ورؤيتي وحقيقة الأمر .. الدين منظومة أخلاق معينة ومحاولة لإحداث تغيير أو هكذا يفترض لتحسين شكل الحياة في زمن ومكان ما من واقع سيء لواقع أفضل وحينما يأتي البعض ليأخذ الشكل الخارجي والصورة الشخصية لهذه المنظومة الأخلاقية والقيمية ليجعلوها واجهة مؤسسة ومؤسسات تظهر شيء وتخفي أشياء وكل مؤسسة يهدف صاحبها لتحقيق الأرباح والأخلاق والمباديء والقيم ليست للبيع والشراء وتحقيق الأرباح فيقوم بوضعها كماركة يعبيء صندوق منتجاتها بالخرافة والعرف والتقاليد ويجبر الناس على شرائها تارة بالترغيب والدعاية وتارة بالترهيب وشتان بين المنطقين البداية الشريفة والنهاية القذرة لا يجتمعان أبداً مهما مورست ألاعيب المتاجرين ...
نعود لموضوعنا ...
ومن منطلق النظرة المتدنية هذه للزواج وللطرف الضعيف فيه وهي المرأة وفق مقاييس هكذا مجتمعات سيتم استغلال الأنثى بشكل يتلائم مع هذه النظرة البدائية ومن باب القدسية والمباركة وطرد الأرواح الشريرة التي ليست سواهم وما نتج من أفعالهم فسيتم ممارسة حق الليلة الأولى أو الليلة الإضطرارية أو الليلة الإستغلالية بشكل محور مرن يتناسب والحدث الضرفي وما هو متاح تحت مخدر الخضوع لهالة القداسة المباركة لرجل الدين ابتداءاً أو لحل مشكلة ناتجة بشكل عرضي يتلافاها في تلك الليلة ويعالجها جنسياً أو ضمن الحالة المنعية للطلاق واستغلال الزوجة وهي تدخل الكنيسة وتلجأ لها كمخلص جاهلة أو متجاهلة أنها سبب المشكلة والمسبب الرئيسي لها فتسحب أقدامها للفخ ومن هذه الحالات ما تسربت تسجيلات صورية وفيديوية لها لعلاقات أقامها القساوسة مع سيدات متزوجات من عوائل معروفة استطاعوا استدراجهن لسبب أو لآخر ومن ثم تصويرهن لإبتزازهن لو امتنعن عن تكرار التجربة ... هذا إذا لم نأخذ في الحسبان الحالات داخل أسرهم أنفسهم وما يحصل فيها من ممارسات شاذة لا مجال للخوض فيها ...
والكنيسة كما شبيهاتها من أديان أخرى سابقة أو لاحقة أو ماتبقى منها تغري الرجل ليتسلط على المرأة ليبقى مؤيداً وتابعاً لها لما توفره له من غطاء لسلوكه القمعي الإجرامي الذي يطبع ممارساته نحو المرأة لتتسلط هي بالتالي عليه وعلى الكل عموماً من منطق فرق تسد ملقحة إياه بسياسة العصا والجزرة مع بهارات أفيونية مخدرة في جو من المقدس ...
إن حس التملك والإستئثار الذي يعامل المرأة بالخصوص وتعامل الكنيسة رعاياها كافة به عموماً هو بقايا سلوك الراعي والقطيع لكن مع فرق بسيط ينقص السلوك هذا هو عدم الحرص على القطيع مع اعتراضنا على نظرية الرؤية القطيعية هذه وستجدها في النصوص التي يستخدمونها لا على على سبيل التعبير والحكمة بل بشكل توضيح وتصريح لحقيقة واقعة ...
إن إشاعة وتأصيل وتنمية هذه النظرة البدائية هي ضرب للعقلية وإحداث الشلل في الوعي لمفردات ومكونات المجتمع وتعقيمه ليصبح غير قاد على إنجاب أدوات للتغيير بفعل التراكمات السلبية الهائلة التي تلقي بها فوق خلاياه الدماغية للحد من نشوء أي فكرة أو أفكار مغايرة فيتحول المجتمع لمجموعة من الأفراد المغيبين يضدهد بعضهم بعضاً وتتسلط عليهم مؤسسة ترعى اضطهادهم وتنميه وتحافظ عليه ...
إن مانتناوله هنا من جانب مهم للنظرة البدائية المتدنية للزواج وللمرأة وحتى لا نكون أو نعتبر متحاملين على جهة ما فنقول هنا أنها ليست حكراً على من نتكلم عنهم إنما هي موجودة في جميع الأديان بلا تفريق لكنها حالات تعرضت لما يشبه الإندثار في كثير من وجوهها وليس جميعها بسبب سطوة الحضارة وتطور الحياة وانفتاح العالم على بعضه لكنها في حالة كنيسة قداسة شنودة البابا ماتزال تعيش أو تريد أن تعيش عصرها الذهبي دون مبالاة لا للقوانين المدنية ولا للسلطات الحكومية والقضائية ولا لتطور وعي المجتمعات مهما كان مستواها أو اعتبر في جوانب منه متخلفاً وأكبر دليل تعالي أصوات من أماكن وجهات مختلفة من داخل هذا الواقع ماكان لها أن تظهر في زمن سابق لا بهذا العدد ولا بهذا الشكل والأسلوب ولا بتلك القوة والشجاعة والجرأة على المعارضة الفعالة ورغبة التغيير ...
إن حقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم وإن من يقف بوجه مد التطور الحياتي والمجتمعي والثقافي مهما كان لابد له أن يجرف ويسكن الحفر ليغرق ويتحلل فيها ويطويه الزمن والتاريخ ولا يعود أو يتبقى من ذكره لربما سوى اللعنات على ما جنته يداه من خطايا في حق الأجيال من بشر احترقت حياتهم وحياة أبنائهم لقاء نزوات مريضة ونظرة ضيقة جداً ومتخلفة ورجعية وعدم مبالاة ولا مسؤولية في التعامل مع قضايا الإنسانية ...
وليعش الإنسان قيمة وكرامة ومعنى ...